دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس المجتمع الدولي أمس الى الاتحاد لفرض عقوبات أقوى على ايران في شأن برنامجها النووي معلناً أن الحل العسكري"غير مستبعد على رغم كونه خيار غير جذّاب". وقال غيتس خلال مؤتمر حول الأمن في آسيا"أظن أن الجميع في هذه القاعة يريد حلاً ديبلوماسياً لهذه المشكلة"، موضحاً"أن هذا الأمر يتطلب اجماعاً من المجتمع الدولي وخصوصاً في مجلس الأمن لزيادة الضغوط على الايرانيين الآن وليس العام المقبل أو بعده". وقال غيتس ان الإستخبارات الأميركية تعتبر في شكل عام أن ايران ستكون في موقع يؤهلها لتطوير سلاح نووي بين العامين 2010 و2015. وزاد:"البعض يعتبر ان ذلك قد يحدث بحدود نهاية 2008 أو 2009. لكننا لا نعرف بالتحديد، بسبب الطريقة التي تدير ايران فيها شؤونها". وفي مدريد، نفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، استعداد بلادها لتوجيه ضربة إلى إيران في ضوء الخلاف القائم حول برنامجها النووي. وجاء تعقيب رايس رداً على تصريح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أعرب فيها عن مخاوفه من تصرفات"مجانين"يدعون لشن حرب على إيران. وقالت:"الرئيس بوش أوضح أننا في المسار الديبلوماسي وهذه السياسة يدعمها أعضاء إدارته"، مؤكدة أن واشنطن تستخدم الديبلوماسية لتجنّب شرك الوقوع في"الخيار البغيض"وهو ما وصفته بخيار ما بين العمل العسكري أو السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. بوش على صعيد آخر، دان الرئيس بوش ليل الجمعة - السبت اعتقال إيران أربعة أميركيين من أصل ايراني بينهم مراسلة إذاعية ومحللة لشؤون الشرق الأوسط. وفي أول بيان له منذ بداية الأزمة قبل أسابيع، دعا بوش إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين. وقال:"كرّس هؤلاء جهودهم لبناء جسور بين الشعبين الأميركي والإيراني وهو هدف يزعم النظام الإيراني أنه يؤيده. وجودهم في إيران لزيارة أمهاتهم أو للقيام بعمل إنساني - لا يشكل أي تهديد". وكانت طهران اتهمت الأشخاص الأربعة بالتجسس والعمل ضد الأمن القومي الإيراني في الأسبوع الماضي. وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إجراء ديبلوماسيين إيرانيين وأميركيين في بغداد أول محادثات رسمية بين الجانبين منذ نحو 30 سنة. من جهته، دعا سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني في مقابلة مع شبكة"سي ان ان"الولاياتالمتحدة الى الكف عن"المبالغة"في قضية المتهمين الأربعة. وقال في تصريحات من مدريد حيث يجري محادثات مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا"يجب أن تعلموا ان هؤلاء ايرانيون قبل أن يكونوا أميركيين"في اشارة الى الموقف الايراني الذي لا يعترف بازدواجية الجنسية. وأضاف ان"الطريقة التي اختارت الحكومة الأميركية أن تثير فيها هذه المسألة ليست منصفة". واتهم واشنطن باستخدام المتهمين، ثلاثة منهم في السجن حالياً،"للتدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية ايران الاسلامية ونحن نعلم تماماً ما يحدث".