لم تثمر المحادثات بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين في الملف النووي الايراني علي لاريجاني في مدريد امس عن انفراج في شأن جوهر الخلاف المتمثل برفض ايران تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق لبدء مفاوضات تتعلق بحوافز تجارية، فيما تلوح واشنطن بمجموعة ثالثة من العقوبات في الاممالمتحدة. وشككت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في ان تكون المحادثات حققت اي تقدم، وتساءلت لدى وصولها إلى العاصمة الاسبانية أمس، عما إذا كان سيتم الوصول إلى مرحلة تكون فيها طهران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم، وأكدت أن لا أدلة على عزم طهران تجميد نشاطاتها النووية الحساسة بعد محادثات مدريد. وقالت الناطقة باسم سولانا إن الاجتماع"أحرز بعض التقدم حول سلسلة مسائل، من بينها ان ايران مستعدة لمناقشة مسائل عالقة مع الوكالة مرتبطة بالوصول الى المعلومات والتعاون مع الوكالة". وقالت ان"الاجتماع كان ايجابياً"لكن لم يحصل"اي تقدم فعلي اساسي". وتحدث سولانا عن"تقدم في بعض المواضيع المهمة"المتعلقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، من دون اعطاء ايضاحات، ومعلناً تكثيف المحادثات. وقال لاريجاني:"تبادلنا افكاراً مفيدة، سنعمل عليها". وأعرب سولانا عن الأمل في التوصل الى اتفاق، معلناً انه سيلتقي لاريجاني من جديد"بعد نحو اسبوعين"وانه سيجري"اتصالاً"به"في غضون اسبوع". في هذا الوقت، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، من"مجانين جدد"يؤيدون اللجوء إلى الحل العسكري لوقف برنامج ايران النووي، وقال:"رسالتي الوحيدة هي التأكد من أننا لن نخوض حرباً جديدة. لا نريد أن تعطى ذريعة أخرى للمجانين الجدد الذين يقولون: لنقصف ايران". وردت رايس لاحقا على تصريحات البرادعي واتهمته ب"تشويش الرسالة"بشأن ايران بانتقاده طرح الخيار العسكري، وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي اثر محادثات مع نظيرها الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس"لدينا خيار ديبلوماسي، لكنه خيار ديبلوماسي لن ينجح الا اذا كنا في غاية الوضوح مع الايرانيين، واذا لم نشوش الرسالة". واضافت ردا على سؤال حول تصريحات البرادعي"لن نتوصل الى حل مؤات اذا شوشنا الرسالة". وذكرت رايس البرادعي بواجباته كمدير لوكالة الطاقة الذرية، قائلة"ان الوكالة مكلفة في نهاية المطاف حماية معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وهي وكالة تابعة للامم المتحدة. ومجلس الامن الدولي أعلن موقفه". في غضون ذلك، نصحت واشنطن الأميركيين بعدم السفر الى ايران بعدما دعت طهران الى الافراج عن ثلاثة اميركيين من اصل ايراني تحتجزهم، فيما اعلنت هذه اعتقال أميركي رابع ايراني الاصل هو رجل الاعمال من كاليفورنيا علي شاكري.