بات رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح تحت وطأة ضغوط كبيرة لإجراء تعديل موسع في حكومته أو تقديم استقالتها الى أمير البلاد، بعد تطورات مهمة أمس تضمنت تقديم وزير المواصلات شريدة المعوشرجي "استقالة مهينة" الى الشيخ ناصر، وإعلان النواب السلفيين نيتهم استجواب وزير الأوقاف الدكتور عبدالله المعتوق، ثم تهديد النائب سعدون حماد العتيبي باستجواب وزير الداخلية الشيخ جابر المبارك الصباح. وحدثت هذه التطورات تتمة للاستجواب البرلماني لوزير النفط الشيخ علي الجراح الصباح الاثنين الماضي الذي انتهى بتقديم طلب للتصويت على الثقة فيه. وبدا ان هذا التصويت بات صعباً على الجراح تجاوزه بسبب إعلان النواب السلفيين تأييدهم لسحب الثقة منه، على رغم جهود وزير المواصلات شريدة المعوشرجي المنتمي الى السلفيين لإثنائهم عن ذلك الأمر الذي جعله محرجاً أمام رئيس الوزراء. وكان المعوشرجي، كما قالت مصادر نيابية، أبلغ رئيس الوزراء ان وزيراً ليبرالياً كان يسرب معلومات الى النواب الذين استجوبوا وزير النفط، الأمر الذي فسره بغياب مفهوم التضامن الحكومي. وزاد النواب السلفيون ضغوطهم على الحكومة عندما أعلن الناطق باسمهم النائب احمد باقر ان استمرار وزير الأوقاف في منصبه غير مقبول، وأنهم سيستجوبونه. ثم أعلن النائب سعدون حماد ونواب آخرون نيتهم استجواب وزير الداخلية، يضاف هذا كله الى وجود نية سابقة لدى نواب"التجمع الشعبي"لاستجواب وزير المال بدر الحميضي ما يرفع عدد الوزراء المستهدفين برلمانياً الى ثلاثة على الأقل مع وجود وزيرين قدّما استقالة شفوية. أمام كل هذا يجد رئيس الوزراء أن حكومته التي لم تكمل شهوراً قليلة من عمرها، تواجه معضلة الاستمرار بوجود عدائية شديدة لها داخل البرلمان وخارجه. وتوقع نواب ان يلجأ الشيخ ناصر الى اجراء تعديل وزاري موسع في موعد أقصاه الاسبوع المقبل، أو ان يرفع الأمر الى الأمير للبت فيه.