حال الارتياح التي أظهرها الشارع الرياضي السعودي فور نهاية المباراة الودية الأولى له في معسكره الحالي في سنغافورة، التي تغلب فيها"الأخضر"على منتخب الإمارات بنتيجة هدفين في مقابل لا شيء جاءت كحال طبيعية لما أظهره الكثير من اللاعبين قليلي الخبرة أثناء مشاركتهم الأولى في صفوف المنتخب، المشاركة التي استطاعوا فيها تقديم أنفسهم بشكل مقبول فنياً من خلال الفرصة التي منحهم إياها المدرب الجديد للمنتخب آنغوس، حتى نالوا الثناء والإعجاب من بعض المحللين والنقاد. وعلى غير العادة لم يلتفت أنصار ومحبو"الأخضر"للمستوى الفني للمباراة بقدر اهتمامهم بمشاركة الكثير من اللاعبين قليلي الخبرة الذين ابدوا جاهزيتهم الفنية المقنعة التي تؤهلهم بجداره لمنافسة من سبقوهم في صفوف المنتخب، وهذا ما كان يبحث عنه الشارع الرياضي السعودي، ويطالب فيه في المشاركات الماضية التي كان التركيز عليها ينصب حول التشكيلة الأساسية، إضافة لمشاركة القليل من البدلاء في مناسبات متقطعة، وعلى رغم أن هذه المباراة"للأخضر"لم ترتق للمستوى الفني الجيد باستثناء مشاركة العديد من اللاعبين، ومنحهم الفرصة كانت الخطة الأهم والأجمل من الجهاز الفني. ويرى المحللون والمختصون إن مباريات دورة سنغافورة الدولية الودية التي تنطلق اليوم بلقاء المنتخب السنغافوري وتختتم الأربعاء المقبل بلقاء كوريا الشمالية ستكون المحك الحقيقي لهولاء اللاعبين ومدى مقدرتهم على حجز مقعد لهم في التشكيل المثالي التي يبحث عنها مدرب المنتخب قبل خوضه أولى مبارياته في النهائيات الآسيوية أمام منافسه الشرس المنتخب الكوري الجنوبي. وذهب بعض المحللين صوب تحذير الشارع الرياضي من مغبة التركيز على إلحاحهم في مطالبة المدرب آنغوس بمنح الكثير من هذه الوجوه حديثة مشاركة المنتخب فرصة المشاركة في مباريات هذه البطولة، من دون أن يراعوا حساسية هذه المشاركة التي قد تكون المغامرة فيها ببعض اللاعبين بمثابة النهاية لهم دولياً. وهذا ما يحتم على الجميع منح المدرب الفرصة الكافية كي يطلع عن قرب عن إمكانية كل لاعب على حده، ويرسم الصورة المستقبلية للمنتخب التي ستكون بدايتها مع نهائيات كأس آسيا ومباراة كوريا الجنوبية، ولا يمكن معها الالتفات إلى مطالب الشارع الرياضي أو تحقيق أماني المحللين والنقاد على حساب قراءة المدرب الذي يبقى هو صاحب القرار الأخير.