وصل كريستوفر هيل، كبير المفاوضين النوويين الأميركيين في المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية الى بيونغيانغ أمس، في زيارة مفاجئة اعتبرت الأولى لمسؤول أميركي الى الدولة الشيوعية منذ عام 2002 حين واجه جيمس كيلي بيونغيانغ بأدلة في شأن امتلاكها برنامجاً سرياً لتخصيب اليورانيوم. وقالت الخارجية الأميركية ان زيارة هيل الذي توجه من طوكيو الى قاعدة أوسان الأميركية في كوريا الجنوبية وسط تكتم شديد حيث استقل طائرة أقلته الى كوريا الشمالية، "ستسمح للأطراف الستة بالتعويض عن الزمن الضائع في الربيع، والعودة الى وتيرة عملها من اجل التوصل الى هدف جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية". وتزامنت زيارة هيل مع استئناف عملية التفاوض لتسوية الأزمة الكورية، بعد حل مشكلة الودائع الكورية الشمالية التي جمدت في مصرف ماكاو منذ منتصف عام 2005 اثر اتهامات أميركية بغسل أموال. وأوضح مسؤول في الخارجية الكورية الجنوبية ان هيل الذي كان يفترض ان يختتم في طوكيو جولة آسيوية، سيعود الى سيول اليوم لاطلاع القادة الكوريين الجنوبيين على نتائج محادثاته، فيما رأى كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين شونغ يونغ وو ان زيارة هيل الى كوريا الشمالية"إشارة جيدة"بالنسبة الى مستقبل المحادثات السداسية إذ تأتي في أعقاب رفض واشنطن لسنوات التحدث مباشرة مع كوريا الشمالية، وقال ان محادثات غير رسمية ستعقد في العاشر من تموز يوليو المقبل. في الصين، أعلنت السلطات أن وزير الخارجية يانغ جيتشي سيزور كوريا الشمالية من الثاني إلى الرابع من تموز، في محاولة لإحياء المحادثات السداسية. في غضون ذلك، أعلن هيون يونغ مان، المسؤول في السفارة الكورية الشمالية في فيينا، ان زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كانت مقررة الأسبوع المقبل للتحقيق في التزام بيونغيانغ بتفكيك مفاعل يونغبيون النووي استناداً الى اتفاق"13 شباط فبراير الماضي"أرجئت حتى وصول الأموال المجمدة الى حساب كوريا الشمالية في روسيا. وقال يونغ مان:"أبلغنا الوكالة الدولية بأن لا اعتراضات لدينا على التحضير للزيارة، لكننا لسنا مستعدين لتقديم تأكيدنا الرسمي للزيارة بحسب الموعد الذي حددته الوكالة بالأسبوع المقبل". وأضاف ان"الوكالة أبدت تفهمها، وسندرس التطورات في الموقف بهدوء". على صعيد آخر، تراجع الجيش الكوري الجنوبي عن تصريحات أدلى بها أفادت ان كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً قصير المدى الثلثاء الماضي. وقالت وزارة الدفاع:"بعد تحليل معلومات مختلفة استنتجنا عدم حصول أي إطلاق لصاروخ في كوريا الشمالية في اتجاه بحر اليابان". وأطلقت بيونغيانغ في 25 أيار مايو الماضي والسابع من حزيران يونيو صواريخ قصيرة المدى في إطار"مناورات عسكرية روتينية"تنفذ سنوياً. في المقابل، اتهمت كوريا الشمالية الجنوب بإرسال سفن بحرية الى داخل مياهها الإقليمية قبالة الساحل الغربي منذ أيار الماضي وحذرت من عمل انتقامي، فيما نفت سول توغل سفنها في المياه الإقليمية لكوريا الشمالية. وقال ناطق باسم القيادة البحرية لجيش الشعب الكوري الشمالي ان توغل 36 سفينة حربية"طائش ويمكن ان يتحول الى فتيل خطر يشعل مناوشة ثالثة او حرب اكبر في البحر الغربي". وأضاف:"كل وسائل الهجوم الكورية الشمالية مجهزة لإرسال كل الأهداف الكبيرة والصغيرة التي تتوغل في مياهها الى قاع البحر في اي وقت". ورد مسؤول عسكري من كوريا الجنوبية بأن"تحذير الشمال لا أساس له".