تراجعت اليابان أمس، عن مطالبة مجلس الأمن بإقرار المشروع الذي قدمته منتصف الأسبوع الماضي، لفرض عقوبات على كوريا الشمالية، في أعقاب تنفيذها تجارب إطلاق سبعة صواريخ سقطت في بحر اليابان الشرقي. وجاء ذلك بعد رفض روسياوالصين اللتان تملكان حق النقض الفيتو في المجلس العقوبات، قبل ان تحذو كوريا الجنوبية حذوهما وتصف أي تحرك خارج إطار المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ بأنه"غير فاعل". راجع ص8 وقال رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي:"لا داعي للإصرار على إخضاع مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن، ذلك ان نائب رئيس الوزراء الصيني توجه الى بيونغيانغ من اجل إقناع القيادة الكورية الشمالية بالعودة الى طاولة المحادثات السداسية". وأكد كويوزومي ان طوكيو عارضت اقتراح بكين وموسكو إصدار مجلس الامن قراراً لا يتضمن عقوبات،"في وقت يبدو جلياً ان إطلاق الصواريخ يهدد اليابان والمنطقة". وبدورها اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في واشنطن ان الولاياتالمتحدة وافقت على تأجيل التصويت في الاممالمتحدة على قرار يندد بالتجارب الصاروخية الكورية الشمالية لاعطاء مزيد من الوقت للمساعي الديبلوماسية الصينية. وجاء ذلك في أعقاب زيارة كريستوفر هيل، كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات السداسية، طوكيو حيث أكد التعاون"الممتاز"بين البلدين في معالجة مسألة إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، مؤكداً ان المجتمع الدولي"يتحدث بصوت واحد لإدانة تصرفات بيونغيانغ". وتساءل هيل عن"القدرة الفعلية لبكين في الضغط على بيونغيانغ، خصوصاً بعدما أكد مسؤولوها الصين في الفترة التي سبقت التجارب الصاروخية بأن بيونغيانغ لن تجريها". وقال محللون صينيون ان بكين لن تستجيب لطلب واشنطن ممارسة ضغوط اقتصادية على بيونغيانغ لإجبارها على العودة الى المحادثات، على رغم استياء الصين من تجاهل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل تحذيراتها من إطلاق الصواريخ. وكانت الصين اقترحت مناقشات غير رسمية بين الدول الست المعنية بالمحادثات النووية، في محاولة لتحريك المحادثات الهادفة الى تقديم حوافز الى كوريا الشمالية لاقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي الهجومي الطابع. وأكد وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ ان كل عمل ضد كوريا الشمالية للرد على تجاربها الصاروخية"يجب ان يلتزم الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين". في المقابل، اتهمت كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة بالسعي الى اشعال حرب في شبه الجزيرة الكورية عبر تنفيذ سفن حربية تابعة للولايات المتحدة وسبع دول أخرى، مناورات عسكرية في المحيط الهادئ. وحذرت من ان المناورات"تنطوي على تحريض ومجازفة خطرة يمكن ان تؤدي الى عواقب كارثية".