احتجت اليابان لدى مجلس الأمن الدولي أمس، على تجربة كوريا الشمالية سبعة صواريخ باليستية أحدها من طراز"تايبودونغ-2"البعيد المدى سقطت كلها في بحر اليابان قبالة الساحل الغربي لليابان أول من أمس. وقالت واشنطنوسيول إن"صاروخ تايبودونغ - 2 أخفق في منتصف الجو بعد دقيقة واحدة من إطلاقه". وتقدمت اليابان باحتجاجها من طريق سفيرها لدى الأممالمتحدة كينزو أو شيما الذي يتوقع أن يعرض مشروع قرار يمهد لاتخاذ مجلس الأمن الدولي"التدابير والعقوبات الملائمة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة"، علماً أن طوكيووواشنطن بادرتا إلى تعزيز تعاونهما في مجال الأسلحة المضادة للصواريخ بعد إطلاق بيونغيانغ صاروخ"تايبودونغ-1"عام 1998 والذي اجتاز اليابان وسقط في المحيط الهادئ. جاء ذلك بعدما عقد أعضاء الحكومة اليابانية اجتماعاً أمنياً عاجلاً حضره السفير الأميركي توماس شيفر، قبل أن يتوجهوا إلى المقر الرسمي لرئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي. وجابت سفن يابانية مياه البحر للعثور على قطع الصواريخ التي سقطت، وهي من طراز"نيدونغ وسكود ذات المدى المتوسط والقصير و"تايبودونغ-2"من اجل تحليلها، فيما وضعت القوات في حال تأهب قصوى، وذلك على غرار كوريا الجنوبية. ومنعت طوكيو العبارة الكورية الشمالية الوحيدة التي تؤمن الربط التجاري الرسمي الرئيسي بين البلدين"مانغيونغبونغ - 92"من الدخول إلى مرافئها مدة ستة اشهر، وطلبت من مواطنيها عدم زيارة كوريا الشمالية. كذلك جمدت اليابان زيارات الديبلوماسيين الكوريين الشماليين إلى أراضيها، وأوقفت رحلات التشارتر من الدولية الشيوعية إلى أراضيها. وقال شينزو آبي، الناطق باسم الحكومة اليابانية:"سننظر في أي إجراءات أخرى بينها إعادة تنظيم الحوالات المالية الموجهة إلى كوريا الشمالية، بعدما تحدت بيونغيانغ المجتمع الدولي الذي حذرها طيلة أسابيع من تفادي هذه الخطوة الاستفزازية، ما شكل مشكلة خطرة للسلام والاستقرار، وانتهاكاً لاتفاق ثنائي بين البلدين"نتج من زيارة رئيس الوزراء الياباني كويزومي إلى بيونغيانغ عام 2002، حين وقع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أيل أعلاناً دعا إلى تجميد تجارب إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. ويتوقع أن تؤدي التجارب الكورية الشمالية الأخيرة إلى زيادة تصميم اليابان على بناء برنامج دفاع صاروخي مشترك مع الولاياتالمتحدة. وأكد السفير الأميركي لدى اليابان شيفر أن بلاده جاهزة لحماية نفسها وحلفائها. ولم يستبعد تنفيذ عمل عسكري ضد بيونغيانغ. تحذيرات من تجارب جديدة بدوره، أعلن رئيس الوزراء الياباني كويزومي انه لا يمكن تسوية أزمة الصواريخ الكورية الشمالية"من دون حوار، علماً أن بيونغيانغ لا تستطيع تحقيق شيء عبر إطلاق الصواريخ". ولم يستبعد كويزومي احتمال إطلاق كوريا الشمالية مزيداً من الصواريخ. وهو ما المح إليه وزير الخارجية الأسترالي الكسندر داونر خلال إدانته التجارب،"استناداً إلى معلومات نملكها". واستدعت استراليا التي تعتبر إحدى الدول القليلة التي تقيم علاقات ديبلوماسية رسمية مع كوريا الشمالية، سفير الدولة الشيوعية للاحتجاج على التجارب التي أكدت أنها تزيد المخاوف الأمنية في شمال آسيا. وصرح وزير الخارجية الأسترالي بأنه من الضروري أن تبذل الصين كل شيء ممكن لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن إطلاق مزيد من الصواريخ وان تحض بيونغيانغ على العودة إلى المحادثات السداسية التي تهدف إلى تفكيك برنامجها النووي. واكتفت الصين بدعوة الأطراف كلها إلى"الحفاظ على الهدوء والتحلي بضبط النفس". وفي واشنطن، حذر البيت الأبيض كوريا الشمالية من القيام بأي"أعمال استفزازية"أخرى عبر إطلاق مزيد من الصواريخ. وقال توني سنو الناطق باسم البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تتشاور مع شركائها الدوليين في شأن الخطوات التالية". وقال البيت الأبيض إن كبير المفاوضين في المحادثات السداسية كريستوفر هيل توجه إلى المنطقة لاتخاذ قرار مع شركاء الولاياتالمتحدة في المفاوضات السداسية في شأن الخطوات الديبلوماسية التالية. وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى احتمال زيارة هيل للصين وكوريا الجنوبيةواليابان، كما ستتصل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بنظرائها في المنطقة. ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي الاختبارات بأنها"سلوك استفزازي، لكنها لا تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة". وفيما شددت بيونغيانغ على ان إطلاق الصواريخ"مسألة تتعلق بالسيادة، حذت كوريا الجنوبية حذو اليابان في تحذير كوريا الشمالية من ان إطلاق الصواريخ سيزيد العلاقات الكورية سوءاً ويفاقم العزلة الدولية لبيونغيانغ".لكن وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون لم يحدد الإجراء الذي ستتخذه سيول للرد على إطلاق الصواريخ. مطالبة أوروبية برد"حازم وموحد" وفي بقية ردود الفعل الدولية، أكد ميخائيل كامينين، الناطق باسم الخارجية الروسية أن إطلاق الصواريخ"لا يسهم في بناء الثقة في المنطقة، بل يزيد من صعوبة مهمة المحادثات السداسية". ونقلت وكالة"ايتار تاس"الروسية للأنباء عن مصدر قوله إن وزارة الخارجية استدعت السفير الكوري الشمالي كي تعرف منه سبب إطلاق بلاده الصواريخ. ودانت فرنسا إطلاق الصواريخ، ودعت إلى رد"حازم وموحد"من قبل الأسرة الدولية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جان باتيت إن"كوريا الشمالية طرف أساسي في انتشار الصواريخ في العالم"، وان موقعها"يناقض الجهود المبذولة من اجل ضمان الأمن في شمال شرقي آسيا". ونددت بريطانيا بالتجارب، ورأت وزيرة خارجيتها مارغريت بيكيت أنها"استفزاز لا يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة"، وطالبت الحكومة الكورية الشمالية باحترام تعهداتها الخاصة بتعليق تجارب الصواريخ في شكل عاجل". وأيضاً، طالب حلف شمال الأطلسي ناتو برد دولي حازم، كونه يشكل تهديداً خطراً للمنطقة والمجتمع الدولي".