أجرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل مناورات مشتركة. وافترضت بعض المصادر الإسرائيلية ان المناورات تستهدف إيران. وقال متحدث باسم البيت الأبيض ان صبر تل أبيب نفد من ايران، في حين كرر المسؤولون الإسرائيليون استياءهم من فشل السياسات المتساهلة، أو اللينة، في تعديل السياسات الإيرانية. ولا شك في ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل لجأتا الى هذه المناورات في وقت تعاني فيه حكومتاهما من أوضاع داخلية حرجة. فالإسرائيليون والأميركيون يتهمون قادتهم بخسارة حربي لبنانوالعراق. ويرى منتقدو تل أبيب وواشنطن أن إيران قطفت ثمار هاتين الهزيمتين. والحق ان هزيمة إسرائيل في حربها مع"حزب الله"هي انتصار كبير لنموذج المقاومة الإيراني ? الإسلامي. وغداة تورطها في العراق، اضطرت أميركا الى مفاوضة إيران بعد قطيعة دامت 27 عاماً. والجمهورية الإسلامية، على رغم علمها بحوْك مؤامرة في أي حرب تحصل في دار الإسلام الحرب العراقية ضد إيران واحتلال الكويت اتبعت سياسة التعاون مع الدول الإسلامية، واستقرار"أوبك"، وازالة التوتر من العلاقة بالدول العربية خصوصاً مع بدء الهزائم الإسرائيلية على يد"حزب الله"، والانتباه الى أن استقرار الشرق الأوسط هو مصدر عذاب لاسرائيل . ولا ريب في أن الولاياتالمتحدة الأميركية ليست في موقع من يستطيع إدارة أزمة جديدة في الشرق الأوسط. والمرحلة، على ما هي الآن، تجاوزت قدرتها على خلق المتاعب. واذا كان من المفترض ان تدخل أميركا في حرب جديدة لتقديم مساعدة استراتيجية لاسرائيل، فقد فعلت ذلك في حرب ال 34 يوماً. وتضعف ظروف المفاوضات الأميركية الجديدة مع ايران احتمال استهداف ايران، وقامت الادارة الأميركية قبل بدء المفاوضات بحل مجموعة العمل السياسي ضد ايران وسورية ISOG وهي كانت تضم ممثلين عن البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية والسي آي إيه، وتولت هذه المجموعة إجراءات ضد ايران، مثل الضغط والعقوبات والمقاطعة. ونحن ننتظر اطلاق الأميركيين سراح ديبلوماسيينا المعتقلين، قريباً. والجمهورية الإسلامية الإيرانية على أهبة الاستعداد للرد الفوري والجدي على أي اعتداء. وهذا أقوى عامل ردع. والاعتداء يورد المعتدي المهاجم مورد الدمار. وفي المقابل على ايران تغيير صورتها"المهدِّدة"، في المنطقة والعالم، وذلك ان ايران لم تكن، حقيقة، مصدر أذى لأي من جيرانها، الكبار والصغار. والاستراتيجية الإيرانية دفاعية. وفي هذا الاطار، في عهد الرئيس خاتمي، أوقفت ايران مشروع بناء صاروخ شهاب ? 4، لكي لا يفهم بناؤه استهدافاً لأوروبا. ولو صدق أن أوروبا ترى ايران تهديداً لها، لما عمدت الى توظيف نسبة عالية من استثماراتها في ايران، في السنوات الخمس الماضية. عن حشمت الله فلاحت بيشه رئيس لجنة الدفاع البرلمانية ، "رسالت" الايرانية، 12 / 6 / 2007