أعلن قائد الشرطة في ولايات فرح وبادغيس وهيرات غرب أفغانستان أن أكثر من 20 مسلحاً عبروا الحدود من إيران إلى بلدة زيركوه بولاية فرح. وقال صافي إن معلومات استخباراتية كشفت أن المسلحين نقلوا عبر شاحنتين خفيفتين إلى ولاية فرح التي شهدت تصاعداً في نشاطات المتشددين في الأشهر الأخيرة. وأشار إلى أن الشرطة لم تستطع تعقب الشاحنتين لكنها أبلغت الرئيس حميد كارزاي والقوات الدولية بالأمر.وأضاف:"الأكيد أن المركبتين جاءتا من الأراضي الإيرانية، وإذا كانتا تحملان ذخائر ومتفجرات، فسيكون ذلك بعلم الحكومة الإيرانية ودعمها، خصوصاً أنها تنشر مواقع عسكرية في كل خمسة أو عشرة كيلومترات، وتستطيع بالتالي توقيف الآليتين في حال رغبت في ذلك". وأكد صافي العثور على بقايا رصاصات إيرانية الصنع بعد اشتباك اندلع بين الشرطة ومقاتلي حركة"طالبان"في منطقة شينداد بولاية هيرات السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة متمردين واثنين من ضباط الشرطة. وعرض خمسة ألغام مضادة للدبابات تحمل علامات إيرانية، معلناً أنها ضبطت على الحدود الافغانية - الإيرانية قبل نحو أسبوعين. وأعلن صافي أن مجاهدين سابقين شاركوا في طرد القوات السوفياتية من أفغانستان في الثمانينات من القرن العشرين تلقوا تدريبات في إيران وعادوا إلى أفغانستان لتنفيذ هجمات ضد القوات الحكومية والدولية. جاء ذلك في وقت ربط مسؤولون أميركيون العثور على شحنات كبيرة من الأسلحة في جنوبأفغانستانبإيران، فيما استبعد كارزاي ومسؤولون أفغان آخرون تورط طهران التي نفت أيضاً نقل أسلحة إلى مقاتلي حركة"طالبان". وصرح وكيل وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز الأسبوع الماضي بأن الولاياتالمتحدة تملك"أدلة دامغة"على أن إيران تتولى تسليح"طالبان"، ثم استبعد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عدم معرفة طهران بنقل شحنات كبيرة من الأسلحة إلى أفغانستان. لكن وزير الدفاع الأفغاني عبدالرحيم ورداك نفى تورط إيران بإمداد المتشددين بالأسلحة، مؤكداً أن كابولوطهران ترتبطان بعلاقات جيدة، وأن تحقيق الاستقرار في أفغانستان يصب في مصلحة إيران. وأشار إلى أن الأسلحة تأتي من تنظيم"القاعدة"أو مهربي مخدرات. ميدانياً، انسحبت الشرطة من منطقة ماينيشن في ولاية قندهار جنوب بعد معارك استمرت أياماً. ووصف قائد الشرطة عصمت الله عليزائي الانسحاب بأنه"تكتيكي". وتقع منطقة ماينيشن قرب منطقة شورا في ولاية أروزغان، حيث تدور معارك عنيفة منذ ثلاثة أيام بين القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف والتابعة للحلف الأطلسي ناتو والمتمردين. وأكد الحلف أول من أمس مقتل"عدد كبير"من المتمردين وبعض المدنيين إضافة إلى جندي هولندي في هذه المعارك. واستولت"طالبان"سابقاً على ماينيشن، لكن"إيساف"استعادتها بعد معارك عنيفة، علماً أن الحركة تسيطر حالياً على عدد من المناطق جنوباً، خصوصاً في هلمند. وفي ولاية أروزجان جنوب، قتلت الشرطة بين 50 و60 متمرداً، فيما أعلنت سقوط أربعة في صفوفها إضافة إلى 10 مدنيين وجرح 18 آخرين، نافياً مقتل المدنيين في قصف لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. معاناة أطفال أفغانستان على صعيد آخر، أعلن صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف ان ربع الاطفال الافغان الذين تتراوح اعمارهم بين 7 سنوات و14 سنة يعملون. واوضحت مسؤولة الصندوق لشؤون افغانستان نوريكو ايزومي ان البنات اللواتي يعملن اكثر من الصبيان، وحددت نسبتهن ب 25،1 في المئة في مقابل 23،5 في المئة للذكور، مشيرة الى ان عدد الاطفال الذين يعملون في الارياف اكبر من المدن. ولم تكشف ايزومي تفاصيل عن طبيعة الاعمال التي يمارسها هؤلاء الاطفال، لكن يعتقد بأن غالبيتهم يعملون في الزراعة. واعتبرت ايزومي ان الاطفال الافغان يشكلون شريحة"ضعيفة جداً"في المعارك التي تدور بين القوات الحكومية والاجنبية والمتمردين. وكانت منظمة"اوكسفام"للاغاثة ذكرت في تشرين الثاني نوفمبر 2006 بأن نصف الاطفال في افغانستان، اي حوالى سبعة ملايين طفل، لم يدخلوا الى المدارس.