أعلن الجيش الأميركي أمس، أن جنوده قتلوا في عملية مشتركة مع الجيش الأفغاني في ولاية هلمند جنوب وترافقت مع معارك استغرقت سبع ساعات، حوالى 24 من مقاتلي حركة "طالبان"، في مقابل جرح جنديين في صفوفه. وأشار الجيش إلى مقتل ثلاثة من عناصر"طالبان"وجرح ثلاثة آخرين تنكروا بزي رجال شرطة وأقاموا نقطة تفتيش قرب مدينة شينداند في ولاية هيرات غرب، علماً أن تقارير عدة نشرت في الأسبوعين الماضيين تحدثت عن تنكر"طالبانيين"في زي الشرطة وإقامتهم نقاط تفتيش غير قانونية لخطف المدنيين وترويعهم. وصادر التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أكثر من 100 زي للشرطة، إضافة إلى عشر بطاقات هوية مزورة خاصة بعناصر الأمن في هيرات خلال اليومين الأخيرين. بدوره، أكد زاهر عظيمي، الناطق باسم وزارة الدفاع، استعادة"طريق رئيسة"، سيطرت"طالبان"عليها في وادي تاجاب بولاية كابيسا شمال شرقي كابول القريبة من قاعدة باغرام الأميركية الاثنين الماضي. وأوضح عظيمي أن القوات الحكومية لم تتكبد خسائر، مشيراً إلى أنها تخطط لشن عملية تطهير، علماً أن حاكم الولاية صرح أول من أمس بأن 300 من مقاتلي"طالبان"يتحصنون في المنطقة. وفي قضية ضبط الأسلحة الإيرانية في قندهار جنوب، أكد الجنرال الأفغاني محيي الدين غوري، قائد الفيلق 205 المنتشر في ولاية هلمند الجنوبية أيضاً، أنه يملك أدلة على تدخل إيران في الشؤون الداخلية لبلاده وتزويدها مقاتلي"طالبان"بأسلحة وذخائر. وأبلغ الجنرال غوري صحيفة"ذي غارديان"البريطانية أن قواته حصلت من المتمردين في ولاية فرح على أسلحة إيرانية الصنع. واتهم طهران بتمويل متمردين في غارمسر حيث قتل جنود بريطانيون في مواجهات مع مقاتلي"طالبان". واستغرب السفير الإيراني في كابول محمد رضا بهرمي هذه الأخبار"المؤسفة وغير الصحيحة"، وقال:"حدودنا مناطق للصداقة والسلام. كما قدمنا مبلغ 250 مليون دولار لأفغانستان منذ عام 2001، ونأمل بألا تكون الأموال تبريراً للممارسات التي ترتكبها القوات الأجنبية". وأيضاً، شكك مسؤولون غربيون في كابول بمزاعم حصول"طالبان"على دعم من إيران، مؤكدين أن الأسلحة الإيرانية متوافرة في الأسواق السود بأفغانستان منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين، حين شحنت طهران كميات منها إلى جماعات حاربت"طالبان". في غضون ذلك، طالب الجنرال الألماني برونو كاسدورف، رئيس أركان القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو بتقديم مزيد من الدعم لتعزيز وجود"إيساف"وتسهيل مهماتها في البلاد. ورأى الجنرال كاسدورف أن نشر"إيساف"حوالى 36 ألف جندي في أفغانستان التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة ألمانيا غير كافٍ، وأشار إلى ضرورة توفير لائحة طويلة من طلبات المساعدات الفنية في مقدمها المروحيات، ملمحاً إلى أن الوضع خلال السنة الحالية أفضل من العام الماضي بفضل تعزيزات الأفراد واستقدام طائرات استطلاع ألمانية من طراز"تورنادو". وابدى الجنرال الألماني اعتقاده بإمكان القضاء على المتمردين الذين اعترف بأنهم يمثلون تهديداً تكتيكياً وليس استراتيجياً. مقتل كندي وفي سياق آخر، أعلن الكولونيل مايك سيسفورد, مساعد قائد الكتيبة الكندية، أن جندياً من القوات الخاصة الكندية قتل أول من أمس، إثر سقوطه من برج للاتصالات في ولاية قندهار، موضحاً أن الأمر يتعلق ب"حادث مأسوي". ورفع ذلك عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في أفغانستان منذ عام 2002 إلى 54، علماً أن كندا تنشر 2500 جندي في الولاياتالجنوبية. وفي لندن، أعلنت منظمة العفو الدولية أن"طالبان"زادت اعتداءاتها على المدنيين في أفغانستان والناشطين في مجال حقوق النساء ورجال الدين والموظفين الحكوميين والمدرسين. وقال كلاوديو كوردون, مدير الأبحاث في المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها، إن"المدنيين يتحملون ثقل النزاع"، معتبرة أن"طالبان"يعتمدون"سياسة عشوائية في التعرض للمدنيين، استناداً إلى فتوى أصدرتها دعت إلى قتل كل من يدعم الأجانب في أفغانستان". ودانت المنظمة العمليات الانتحارية، ووصفتها ب"اعتداءات عمياء تشكل جرائم حرب". وأعلن ناطق باسم"طالبان"أن لا فرق بين المسلحين الذين يقاتلون الحركة والمدنيين العزل الذين يتعاونون مع الأجانب.