تراجع سعر النفط عن 68 دولاراً للبرميل أمس بعد استئناف تشغيل خط أنابيب رئيس في نيجيريا، عوّض انخفاضاً محتملاً أكبر من المتوقع في مخزون الخام الأميركي. وهبط سعر مزيج برنت في لندن، الذي أصبح أكثر تمثيلاً للسوق العالمية من الخام الأميركي، 17 سنتاً إلى 67.87 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الأميركي ثلاثة سنتات إلى 64.04 دولار. وطرد زعماء محليون متظاهرين كانوا يسيطرون على مركز خط أنابيب رئيس للتصدير في نيجيريا وأعادوا فتح الصمامات ليتدفق النفط. وكانت"رويال داتش شل"اضطرت إلى خفض إنتاجها 150 ألف برميل يومياً بسبب الاحتجاجات التي بدأت الثلاثاء الماضي. ويشار الى ان نحو 922 ألف برميل يومياً، أي ثلث إنتاج نيجيريا، معطل الآن بسبب هجمات متشددين وعمليات تخريبية. وساعد استئناف ضخ النفط في نيجيريا في تعويض أثر انخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأميركي. فقد أظهرت بيانات حكومية أول من أمس انخفاض المخزونات في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم بمقدار مليوني برميل الأسبوع الماضي مع تباطؤ الواردات. وكان المحللون توقعوا زيادة المخزونات 700 ألف برميل يومياً. وارتفعت مخزونات البنزين الأميركية 1.3 مليون برميل متماشية مع توقعات السوق ومدعومة بانتعاش الواردات التي زادت إلى 1.6 مليون برميل يومياً. إيران وفي طهران، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ان مسؤولاً إيرانياً بارزاً توقع ارتفاع أسعار النفط بنسبة خمسة في المئة خلال فصل الصيف الذي يمثل ذروة استهلاك البنزين وبنسبة خمسة في المئة أخرى في الشتاء. وقال نائب مدير الشؤون الدولية في"شركة النفط الوطنية الإيرانية"محمد علي خطيبي للوكالة:"من المتوقع، نظراً الى الزيادة في الطلب على البنزين في موسم السفر، ان يرتفع سعر النفط الخام في هذه الفترة على الأقل بنسبة خمسة في المئة، وفي الشتاء بنسبة مماثلة". وأشار خطيبي إلى ان غالبية دول"أوبك"تنتج ما يقرب كامل طاقتها. وإيران هي ثاني أكبر منتج للنفط في"أوبك". وأضاف:"ففي حال زيادة الطلب ليس من حل سوى السحب من المخزونات"، مؤكداً ان"الوضع المثالي هو ان يتقارب العرض والطلب في المستقبل بدرجة كبيرة من دون إمدادات إضافية... أما الوضع الأسوأ فهو ان يبلغ الطلب على النفط في الشتاء مستوى لا يمكن للعرض تلبيته". ونقلت الوكالة عنه كذلك قوله ان الإنتاج من خارج"أوبك"مخيب للآمال، لكن دول"أوبك"لا تملك طاقة فائضة كافية لزيادة الإنتاج لذلك قد يضطر المستهلكون إلى السحب من المخزونات. وستعقد"أوبك"اجتماعها التالي في أيلول سبتمبر. وقال العضو المنتدب لپ"شركة النفط الوطنية الإيرانية"غلام حسين نوذري ان 23 شركة حتى الآن اشترت 80 من كراسات الشروط للامتيازات المطروحة. وتسعى إيران إلى جذب شركات النفط والغاز الدولية للاستثمار، على رغم الضغط المتزايد من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة في شأن طموحاتها النووية. وتملك إيران ثاني أكبر احتياط من النفط والغاز في العالم. ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إرنا الرسمية إلى نوذري قوله:"نظراً الى كثرة طلبات الاستثمار في تلك الامتيازات تقرر تمديد الموعد النهائي لتقديم العروض شهراً واحداً". لكن تاريخ العروض الذي أعلن فيه في كانون الأول ديسمبر كان حدد 20 حزيران يونيو موعداً نهائياً له. كذلك أفادت"إرنا"بأن إيران طلبت من شركة"توتال"النفطية الفرنسية إعادة تقويم الأكلاف التقديرية لبناء أول محطة تصدير للغاز الطبيعي المسال وتأمل في استكمال الاتفاق خلال شهرين. ونقلت الوكالة عن نوذري قوله:"لأن البيانات التي أوردتها توتال لتنفيذ المشروع كانت مرتفعة طلبنا منها إعادة تقويم هذا العرض في فترة زمنية ملائمة". وأضاف يأمل في"استكمال هذا العقد في غضون شهرين والوصول إلى مرحلة تحديد حجم الاستثمارات". ووافقت"توتال"على تنفيذ مشروع"بارس"للغاز الطبيعي المسال في شباط فبراير 2004 وحددت موعداً أولياً عام 2009 أخرته بعد ذلك إلى عام 2011 بعد سنوات من الجدال حول الشروط.