ارتفعت أسعار مزيج برنت في لندن والخام الأميركي الخفيف في التعاملات الآجلة أمس بفعل تعطل الإمدادات من نيجيريا وارتفاع أسعار البنزين الأميركي. وسجل سعر برنت زيادة 55 سنتاً ليصل الى 66.34 دولار للبرميل، وزاد سعر الخام الأميركي 24 سنتاً الى 62.05 دولار للبرميل، كما ارتفع سعر البنزين الأميركي 0.26 في المئة ليصل الى 2.3222 دولار للغالون. وفي حين استمر المتعاملون في تفاؤلهم في شأن اتجاهات السوق، رأى أحدهم أن الأسعار"ما زالت تتجه نحو الارتفاع نتيجة التوترات السياسية، إضافة الى مخاوف تتعلق بطاقة التكرير في الولاياتالمتحدة التي يتوقع أن تستمر خلال الصيف". وكانت دول منتجة شهدت خلال هذا الأسبوع، خطف أربعة أميركيين في نيجيريا يعملون في قطاع النفط قبالة الساحل النيجيري الأربعاء الماضي. كما فجَّر متشددون ثلاثة خطوط أنابيب تابعة لشركة"إيني"الايطالية ما أوقف إنتاج 98 الف برميل يومياً، وأدت هجمات المتشددين حتى الآن الى وقف ربع إنتاج نيجيريا من النفط. وأعلن سماسرة شحن ومحللون أن المصافي الأميركية"زادت مشترياتها من الخام الجزائري في أيار مايو الجاري الى مستوى 640 ألف برميل يومياً من 390 ألف برميل يومياً في الأشهر الماضية". فيما لفتت شركة"توتال"الفرنسية الى نشوب حريق في حقل انكوسا في الكونغو، الذي ينتج بين 60 ألف برميل يومياً و70 ألفاً. ما أدى الى وقف الإنتاج فيه. الى ذلك جددت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها الشهرية عن أسواق النفط دعوتها"أوبك"الى"زيادة امداداتها من النفط قبل الصيف، لمنع حصول خفض حاد في مخزون الخام". وأكدت أن على المنظمة"زيادة إنتاجها قبل الصيف لمنع خفض حاد في مخزون النفط الخام في الدول الصناعية". وأوضحت الوكالة أن إمدادات البنزين في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك له في العالم"بلغت أدنى مستوى لها منذ 16 سنة في مثل هذا الوقت من السنة، ما أدى الى ارتفاع سعر المستهلك عن ثلاثة دولارات للغالون مقترباً من مستواه القياسي". وشددت على وجوب"توافر طاقة لتلبية الزيادات المتوقعة في الطلب على المنتجات في تموز يوليو وآب أغسطس"، واعتبرت أن تحقيق ذلك من دون التسبب في خفض حاد في مخزون النفط"يستلزم زيادة إنتاج"أوبك"قبل الصيف". ورأت أن هناك"حاجة الى زيادة كبيرة في الإمدادات لتلبية قفزة متوقعة في الطلب على منتجات النفط في حزيران يونيو تبلغ 1.6 مليون برميل يومياً". ولم تعدل الوكالة توقعاتها عن نمو الطلب العالمي خلال السنة الجارية، وأبقته على"مستوى 1.8 في المئة أي ما يعادل 1.5 مليون برميل يومياً. وخفضت توقعاتها لنمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في"أوبك"بمقدار 100 ألف برميل يومياً، ورفعت تقديرها للطلب على نفط"أوبك"في الربع الثالث بما يصل الى 400 ألف برميل يومياً. إيران وبالنسبة الى إيران، اعتبرت الوكالة أن خططها لتقنين توزيع البنزين ورفع السعر"ستساعد على تقييد الواردات وترشيد استهلاك الوقود، لكنها رجحت أن تثير"معارضة داخلية لا يستهان بها". يشار الى أن إيران تستورد 40 في المئة من احتياجاتها من البنزين، ما يجعلها في وضع ضعيف أمام العقوبات التجارية التي قد تفرض بسبب خلافها مع الأممالمتحدة في شأن برنامجها النووي. وطرحت الحكومة خططاً لتقنين البنزين ورفع سعره، ويعتبر الآن بين أقل الأسعار في العالم. وتعد ايران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم، لكن افتقارها الى قدرات التكرير جعلها تعتمد على واردات البنزين. واعتبرت أن خطة التقنين الجديدة"ذكية تجاه تبني أسعار السوق تدريجاً، وتشجيع مزيد من ترشيد استهلاك الوقود وخفض الطلب. لكن التغيير سيواجه صعوبات اجتماعية وسياسية كما ستكون هناك حاجة الى التغلب عليها في حال نجحت". وأشارت وكالة الطاقة الى"وجود 15 مليون سيارة في شوارع ايران"، وقدّرت حجم الطلب على البنزين ب"نحو 78 مليون ليتر يومياً أي 5.2 ليتر في اليوم لكل سيارة، ما يزيد على ثلاثة أرباع الحصة التي تخطط إيران لتحديدها بثلاثة ليترات يومياً للسيارة". وأوضحت الوكالة أن الحصة"ستكفي بين 17 أو 18 يوماً في المتوسط، وستؤثر في المستهلكين الذين لا يجدون بديلاً عن التنقل. لكن سيتمكن بعضهم من الحد من استهلاكها لمد السوق السوداء التي يُرجح أن تصبح مربحة جداً بما يفيض منها". وعلى رغم كل الدعوات الى زيادة الإنتاج، فإن وزراء"أوبك"تجاهلوها، ويصرون على أنهم يمدون الأسواق بما يكفي لتلبية الطلب العالمي البالغ 85.5 مليون برميل يومياً. وقررت المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي، الإبقاء على خفض الإمدادات في اجتماعها في آذار مارس. ومن المقرر أن تجتمع في أيلول سبتمبر المقبل لتحديد سياسات الإنتاج. لكن الوكالة تؤكد على وجوب أن تتخذ"أوبك"إجراء قبل هذا الموعد. من جهة أخرى، اعتمد الاتحاد الأوروبي مجموعة جديدة من الخبراء تهدف الى تنسيق الجهود وتبادل المعلومات في أوقات الأزمات المتصلة بالطاقة. وأوضح أن المجموعة التي تسمى شبكة مراسلي أمن الطاقة نسكو، تضم ممثلين عن الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد والمفوضية الأوروبية، ومهمتها إطلاق"إنذار مبكر"، عندما تظهر أخطار تهدد إمدادات الاتحاد من الطاقة. وكانت الطاقة انتقلت الى صدارة جدول أعمال السياسة في الاتحاد الأوروبي، بعد نزاعات بين روسيا أكبر مورد للاتحاد، وكل من أوكرانياوروسيا البيضاء، ما أدى الى تعطل الإمدادات الى أوروبا.