بشرى بقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحكم بعد العام 2008 ربما تكون جاءت من... الشيشان، فالاقليم الذي انهك روسيا وزاد من همومها طوال سنين، انقلب دوره على ما يبدو ليغدو منطلق الدعوة إلى بناء"روسيا العظمى"، من خلال حكم أبدي للرئيس"الضروري"و"الهبة الالهية"و"الثروة الغالية التي لن يتركها الروس نفلت من أيديهم". والرئيس الشيشاني الشاب رمضان قديروف الذي تعود بين الحين والآخر، على إطلاق تصريحات مفاجئة، من بينها إعلان الحرب على الولاياتالمتحدة عندما غزت العراق، دخل هذه المرة على خط التكهنات في شأن مستقبل روسيا بعد بوتين، عند انتهاء ولايته الثانية والاخيرة في آذار مارس المقبل. وأعرب قديروف عن قناعته بأن الشعب في الشيشان وفي كل الأقاليم الروسية"سينزل الى الشارع ليعلن موقفاً موحداً من اجل بقاء سيد الكرملين في منصبه". وأضاف في حديث ادلى به لصحيفة"كوميرسانت فلاست"الروسية ان الشعب، ومعه حكام الأقاليم والهيئة الاشتراعية يطالبون بوتين بأن لا يرحل عن الكرملين، معبراً عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي"سينزل بعد ذلك عند رغبة المواطنين". ورأى قديروف انه اذا اراد الروس صيانة وحدة وطنهم وجعل روسيا قوة عظمى، فإن"بوتين يجب ان يظل رئيسنا بعد العام 2008... وإذا كانت اوزبكستان وكازخستان منحتا رئيسيهما حكماً أبدياً، فلماذا لا نفعل ذلك؟"وأوضح ان 95 في المئة من الشعب الشيشاني يؤيدون بوتين بقوة ويعتبرونه"ضرورة"من اجل مستقبل روسيا وسعادتها. واعتبر الرئيس الأسباب أنه من الأسباب الموجبة لبقاء بوتين كونه"هبة من الله للشعب الروسي"، وانه"بطل قومي انقذ شعبنا ومنحنا الحرية"، معلناً أن الشيشانيين سيسيرون خلفه كذلك الروس"يتوسلون بقاءه"لأنه بوتين يعرف"كيف يدير دفة الحكم وفي اي اتجاه". وعلى رغم طلاقة لسان قديروف في التعبير عن"الولاء الكامل لرجل كلمته بالنسبة الي قانون"، لكنه تلعثم عندما تلقى سؤالاً عما اذا كانت هناك معارضة في الشيشان. وقال:"انها غير موجودة... انا لا اراهم ابداً...وحتى اذا كانوا موجودين فما المانع؟"ثم صمت لحظات ليضيف:"ما هي المعارضة"؟! وقديروف الابن دخل معترك السياسة بفضل سمعة والده احمد قديروف الذي انقلب على الانفصاليين في بداية الحرب الشيشانية الثانية وقاتل الى جانب موسكو وأصبح رئيساً للبلاد، قبل ان تصله ايادي حلفاء الأمس بعبوة ناسفة قتلته وتركت زهاء 15 الف مسلح كانوا تحت إمرته، لقيادة ابنه الشاب الذي استخدمهم لفرض سيطرة شبه كاملة في غالبية المناطق الشيشانية، ما أهله ليغدو الرئيس المقبل للجمهورية. والشيشان هو اول اقليم خرجت منه الدعوة لتمديد ولاية بوتين. إذ وجهت الهيئة الاشتراعية في الجمهورية نداء بهذا الخصوص توالت بعده نداءات مماثلة في كل الاقاليم. ومعلوم ان بوتين اعلن انه لن يدخل تعديلات على الستور الذي يحظر عليه الترشح لولاية ثالثة، لكن دعوات السياسيين الروس ومن بينهم قديروف استمرت على رغم تمنع الرئيس في مسعى لإقناعه"بالنزول عند رغبة الجماهير".