حسم الصراع على السلطة في الجمهورية الشيشانية لمصلحة رئيس الوزراء رمضان قديروف، بعد صدور قرار من الكرملين بإعفاء الرئيس الشيشاني إليو إلخانوف من منصبه وتعيين قديروف في منصب رئيس الجمهورية بالوكالة تمهيداً لانتخابات رئاسية هناك. واصبح قديروف الابن المرشح الأقوى للفوز بالرئاسة. وينتظر أن تثير هذه التطورات حفيظة منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بسبب اتهامها قديروف بممارسة انتهاكات وتجاوزات كبرى . واصدر الرئيس فلاديمير بوتين ليل أول من أمس، قراراً بإعفاء إلخانوف من منصبه وتعيينه نائباً لوزير العدل الروسي، وكلف قديروف إدارة شؤون الجمهورية بمنصب رئيس بالوكالة إلى حين حلول موعد الانتخابات الرئاسية في آذار مارس من السنة المقبلة. وبهذا سار الكرملين خطوة حاسمة لإنهاء الصراع الخفي الذي استمر اشهراً، بين إلخانوف وقديروف. وسبق القرار ظهور الصراع إلى العلن في اليومين الماضيين ، إذ اتهم الديوان الرئاسي في الشيشان العناصر التابعة لقديروف بأنها فرضت حصاراً على الرئيس وقطعت عنه وسائل الاتصال والكهرباء. وفي محاولة للجم التصعيد، انحاز الكرملين إلى رئيس الوزراء الذي وصل إلى هذا المنصب بعدما تدرج من حارس شخصي لأبيه الرئيس الشيشاني السابق احمد قديروف الذي اغتيل في العام 2004 إلى مسؤول عن الأجهزة الأمنية في الشيشان، ثم مستشاراً لممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيديرالية الجنوبية. والتف حول قديروف ألوف من أنصار والده الذي انحاز إلى موسكو مع بدء الحرب الشيشانية الثانية وساهم في محاربة الانفصاليين. وتشير تقديرات إلى أن قديروف الابن يقود ميليشيات مسلحة يزيد عدد أفرادها عن 15 ألف شخص غالبيتهم الساحقة من المقاتلين السابقين الذين ضمهم إلى الوحدات الأمنية التابعة له. لكن الدستور الشيشاني الذي اقر قبل ثلاث سنوات شكل عائقاً أمام وصول قديروف الابن إلى الرئاسة لأنه نص على أن يزيد عمر الرئيس على 30 سنة وهو السن الذي بلغه قديروف قبل شهور معدودة. ويشير مراقبون إلى أن قديروف الابن انفق خلال الفترة الأخيرة، أموالاً طائلة على عمليات إعادة الإعمار في الجمهورية، مما ساهم في إعادة الاستقرار هناك. لكنه اتهم بارتكاب تجاوزات خطيرة والتورط في قضايا اغتيالات واختطاف خصومه بطريقة وحشية. ومعلوم أن حقوقيين روساً كانوا اتهموا قديروف بتوجيه أوامر لاغتيال الصحافية الروسية المعارضة آنيا بولتيكوفسكايا التي نشرت سلسلة تحقيقات تدين نشاطاته في الجمهورية . واعتمد قديروف الابن في الشيشان، سياسة تشجع على تطبيق الشريعة، إذ حظّر القمار في هذه الجمهورية التابعة للاتحاد الروسي وشجع تعدد الزوجات لحل المشاكل الاجتماعية التي نجمت عن نقص عدد الرجال. كما شن عمليات للشرطة ضد المشروبات الكحولية والمخدرات، وعبر عن أمله في نشر عدد كبير من المقالات الدينية. ويهوى قديروف الابن"تربية النحل ومصارعة الكلاب".