سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيرتس يعمل من اجل اقناع اولمرت لقاء عباس وتقديم تسهيلات في المعابر وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية . اسرائيل تفرج عن عشر المستحقات المالية للسلطة خوفاً من انهيار الجبهة الدولية ضد حكومة "حماس"
عزا مراقبون في اسرائيل حديث أقطاب في حكومتها أمس عن دفع مبلغ 11 مليون دولار للفلسطينيين من مجموع 50 مليوناً مستحقة للسلطة الفلسطينية من رسوم جمركية تجبيها اسرائيل على بضائع تصل الى السلطة عبر الموانىء الاسرائيلية، الى ضغوط دولية بهدف تخفيف وطأة الحصار الخانق المفروض على الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967 منذ تسلم"حماس"السلطة فيها. ورأى هؤلاء ان خضوع الدولة العبرية الى الضغوط ناجم عن رغبة الاخيرة في عدم حصول كوة في الموقف الدولي من حكومة"حماس"الداعم للشروط الاسرائيلية منها، وفي مقدمها اعتراف الحركة باسرائيل. ولفتوا الى حقيقة ارتفاع اصوات في عدد من الدول الاوروبية تنتقد موقف حكوماتها من المأساة التي يعيشها الفلسطينيون جراء الحصار و"يبدو ان هذه الأصوات كانت وراء الكرم الاسرائيلي المفاجىء"حسب ما جاء على لسان مراسلة اذاعة الجيش الاسرائيلي. وكانت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اعلنت تأييدها الافراج عن 10 في المئة من المبالغ المستحقة للسلطة شرط صرفها على حاجات انسانية وليس تحويلها لصرف رواتب موظفي السلطة. وقالت ان اسرائيل تؤيد استخدام هذه الاموال لشراء ادوية او سداد اثمان الكهرباء والماء ودفع تكاليف رعاية طبية يتلقاها فلسطينيون في اسرائيل. ولم تخف قلق تل أبيب ازاء احتمال انقلاب الرأي العام العالمي المؤيد حالياً لاسرائيل، في حال تفاقمت الازمة الانسانية في الاراضي الفلسطينية. وكانت الصحف العبرية نقلت عن وزير الدفاع عمير بيرتس انه سيعرض على الحكومة الاسرائيلية في جلستها المقبلة الاحد مشروعًا بتحويل 50 مليون شيكل 11 مليون دولار للفلسطينيين لتمويل شراء اجهزة طبية لجهاز الصحة الفلسطيني. واضافت ان بيرتس أوعز الى منسق شؤون الاحتلال الجنرال يوسف مشلب اعداد خطة ملائمة تتضمن ايضاً اعادة النظر في سياسة المؤسسة الامنية في مسألة المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة وامكان تقديم تسهيلات للفلسطينيين الذين يعانون تداعيات اغلاقها منذ فترة طويلة. واشارت صحيفة"هآرتس"الى ان بيرتس يخشى ان تؤدي سياسة اغلاق المعابر الى تليين اضافي في موقف المجتمع الدولي من حكومة"حماس". الى ذلك، نقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"في عنوانها الرئيسي امس ان بيرتس طلب من قيادة الجيش إتمام اخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية التي يفوق عددها المئة في غضون عام. واضافت انه يعمل على اقناع رئيس حكومة ايهود اولمرت باستئناف التفاوض مع الرئيس محمود عباس ابو مازن على رغم معرفته موقف اولمرت المعارض للقاء عباس. واضافت ان بيرتس قال خلال لقاء مع قادة المؤسسة العسكرية انه يتحتم على اسرائيل تعزيز موقف الرئيس الفلسطيني في مواجهة"حماس"وانه ليس متأكداً من ان العزل الكامل للسلطة سيضعف الحركة"بل قد تكون له نتيجة مغايرة". على صلة، قال النائب الاول لرئيس الحكومة شمعون بيريز للاذاعة الاسرائيلية أمس انه يؤيد عقد لقاء بين اولمرت وعباس بعد عودة الاول من زيارته لواشنطن"لأن من شأن ذلك مساعدة القادة الفلسطينيين المعتدلين وعزل حكومة حماس المسؤولة عن تجويع الشعب الفلسطيني". من جهة اخرى، نقلت صحيفة"هآرتس"عن ديبلوماسيين غربيين شاركوا في اجتماعات الرباعية الدولية الاخيرة معارضتهم خطة اولمرت للانسحاب الاحادي من اجزاء في الضفة لاعتقادهم ان اسرائيل تريد من خلالها فرض حقائق في الضفة من دون استنفاد حقيقي لمحاولات التفاوض السياسي الجدي مع الفلسطينيين. واضافت على لسان احد الديبلوماسيين ان واشنطن مطلعة على الموقف الاوروبي الذي لا يحبذ خطوات احادية في هذه المرحلة ويفضل فتح قناة حوار مع الرئيس عباس. وتابع الديبلوماسي ان الهرولة الاسرائيلية نحو خطوات احادية تسحب البساط من تحت اقدام اولمرت في مسألة اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وتؤكد ان هذا الالتزام ليس سوى كلام.