صدرت للشاعر العراقي باسم فرات، المقيم في هيروشيما حالياً منتخبات شعرية عن داري "آلفافا وبسيون نيت فيشن" عنوانها "في ظلال المنافي". وضم الكتاب 30 قصيدة ترجمها المستعرب جوسيب غريغوري. وما يجدر ذكره أن غريغوري انتقى القصائد الثلاثين من دواوين فرات الثلاثة"أشدُ الهديل"1999 وپ"خريف المآذن"2002 وپ"أنا ثانية"2007. أما عنوان المنتخبات الجديدة فقد اقتبسه المستعرب من قصيدة باسم فرات"برتبة منكسر"التي يقول فيها:"لاجئ/ نعم أنا لاجئ / توعكتُ حروباً / فاسترحتُ بظلال منافٍ / ورثتُ من أبي انخذالهُ / ومن الثكنات طعم المهانة / سنوات الجوع / تصهلُ في شهيقي / لي في المطارات / انكسارات / بصمات أصابع / وعلى الجواز صفعاتُ رجال الأمن". وكتب مترجم هذه المنتخبات مقدمة وافية تحدث فيها عن حياة الشاعر باسم فرات وتوقف عند أبرز محطاته الحياتية والشعرية وأثرها في شعرية النص الذي يكتبه مؤكداً في شكل خاص على موضوعتي "الاحتجاج والمنفى"بوصفهما مفردتين متميزتين في مجمل قصائده من دون أن يغفل خصوصية الشاعر والتصاقه بمحلية المفردة العراقية من ناحيتي اللغة والمناخ. إضافة الى دور الأمكنة العراقية التي استفزت الشاعر وحرضته على كتابة نصوصه الشعرية. ويقول المترجم غريغوري:"يمضي بموازاة متمكنة بين الأخذ بخيط الإرث الرمزي لشعب كلكامش وحداثة الموضوعة والمفردة في البلدان التي تعايش معها وفي كنفها". وتقتضي الإشارة أيضاً الى أن ديوان"في ظلال المنافي"يُعد من المجاميع الشعرية العراقية القليلة المُترجمة الى الإسبانية، إذ لم يحظَ الشعر العربي المعاصر عموماً، والشعر العراقي الراهن على وجه الخصوص باهتمام المستعربين الإسبان ودور النشر الإسبانية ما عدا بعض الأسماء الشعرية المعروفة أبرزها بدر شاكر السياب ثم عبدالوهاب البياتي الذي أمضى سنوات في مدريد. غير أن تصدّر العراق قائمة البلدان التي اشتعلت فيها الحروب جعلها تحظى بهذا الاهتمام. ومع ذلك كان نصيب الكتب التي تُرجمت الى الإسبانية قليلاً جداً ومن بينها ديوان"آخر الكتب المقدسة"للشاعر الراحل كمال سبتي الذي عاش بضع سنوات في مدريد، ودرس هناك، إضافة الى الأنطولوجيا الشعرية العراقية التي أعدَّها وترجمها عبدالهادي سعدون وغريغوري والصادرة باللغتين الإسبانية والكتالانية عام 2005. وتُصدِر دار نشر"آلفالفا"هذه السنة كتباً شعرية ونثرية لأسماء أخرى معروفة أمثال محمد الماغوط، السياب، سعدي يوسف، صلاح نيازي، جمال جمعة، محسن الرملي، خالد كاكي وآخرين. وتحاول هذه الدار التركيز على ترجمة كتب نقدية في الفكر والتراث الشعبي ضمن مشروع نقل الآداب المهمشة، المشرقية والأفريقية والأميركية اللاتينية. وسيحظى الأدب العربي بمقام مهم في هذا المضمار. ويشرف على هذا المشروع الكاتب والشاعر العراقي عبدالهادي سعدون، والمستعربان المعروفان أغناثيو تيران وجوسيب غريغوري.