صدرت أخيراً للمرة الأولى في أسبانيا وفي مدينة برشلونة مختارات من الشعر العراقي المعاصر في عنوان"لعنة كلكامش"في كتابين منفصلين باللغتين العربية - الأسبانية والعربية - الكاتلانية عن دار تمبستاد Tempestad ودار ديلنديكس del index. ويعد المشروع الأول من نوعه في أسبانيا، وهو صدور منتخبات شعرية عراقية معاصرة في طبعتين مستقلتين ولغتين رئيسيتين. واذا كانت هناك محاولات أولى لترجمة الشعر العراقي إلى الأسبانية، تمثلت في أسماء معروفة كالسياب والبياتي، فإنها المرة الأولى التي تصدر مختارات شاملة من الشعر العراقي في اللغة الأسبانية، والأولى من نوعها في اللغة الكاتلانية. أنتخب القصائد وترجمها وقدم لها الكاتب العراقي المقيم في مدريد عبدالهادي سعدون، بالتعاون مع المستعرب الكاتلاني المعروف جوسيب غريغوري. وجاء كل كتاب في نحو مئة صفحة من الحجم المتوسط، وضمت المنتخبات قصائد لأكثر من ثلاثين شاعراً عراقياً، من أجيال مختلفة، من شعراء الخمسينات إلى الأصوات الجديدة في جيل التسعينات. والقصائد التي ضمتها المنتخبات حاولت إعطاء صورة متنوعة عن تيارات الشعر العراقي، لما بعد فترة التحديث الشعري التي جاء بها تيار قصيدة الشعر الحر، حتى آخر تيارات التجديد في قصيدة النثر وما بعدها، من دون أن تضع عقبات أو حدود فاصلة للشعرية العراقية، سواء تلك التي كتبت في العراق أو خارجه. من هنا نوهت المقدمة إلى ظروف التكوين الشعري وأهم ممثليه، ومن ثم التنوع والمغايرات الشكلية والتمثيلية في كل جيل وتيار ولدى كل شاعر. وعرضت المقدمة بالتفصيل مجمل ظروف القصيدة العراقية في مجابهة الديكتاتورية والتعسف والحروب، وانتهاك الإنسانية في ظروف العراق طوال تلك السنين . جاء عنوان الكتاب"لعنة كلكامش"من جملة وردت في المقدمة، تشير إلى أن لعنة الشعر من ملحمة كلكامش حتى اليوم، لا يمكن أن تفارق روح العراقي في التعبير عن كل ما له صلة بالعالم، حتى وهو في أشد الأوضاع حلكة، ولا يجد أفضل من الشعر خشبة نجاة من أجل الوصول إلى طريق الأبد.