أعلن الجيش الأميركي أمس أن جميع الجنود الاضافيين الذين أمر الرئيس جورج بوش بإرسالهم الى العراق وصلوا، لكن قد تمر بضعة شهور قبل أن يظهر تأثيرهم. وأرسلت الولاياتالمتحدة نحو 28 ألف جندي اضافي الى العراق للمشاركة في حملة أمنية جديدة بدأت في منتصف شهر شباط فبراير للحد من أعمال القتل الطائفية ومنح حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الوقت لإجراء اصلاحات سياسية. وقال الناطق باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر:"الكل هنا الآن. لكن بالطبع سيستغرق الجنود الذين وصلوا للتو وقتاً للاندماج في ساحة القتال والتعرف إلى نظرائهم". وارتفع عدد الجنود الأميركيين في العراق بعد وصول الوافدين الجدد الى 160 ألف جندي. وأضاف جارفر أن الوافدين يحتاجون الى بين 30 و60 يوماً لاكتساب ثقة السكان وبدء جمع المعلومات الضرورية للتصدي لهجمات المسلحين. وهذا يعني أن القوات قد لا تعمل بكامل قدراتها حتى آب اغسطس. ومن المقرر أن يقدم الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية في العراق والسفير ريان كروكر تقريراً عن مدى نجاح الحملة الأمنية في أيلول سبتمبر. ويتعرض بوش لضغوط متزايدة من الكونغرس لبدء سحب قواته، ووضع حد للحرب التي لا تلقى شعبية، وقتل خلالها أكثر من 3500 جندي منذ الغزو في 2003. وذكر جارفر أن العمليات الانتقامية المحدودة نسبياً التي اعقبت هجوماً استهدف مسجد سامراء ويشتبه في أن مسلحين ينتمون إلى"القاعدة"نفذوه الأربعاء، ربما مؤشر إلى أن وجود مزيد من القوات الأميركية في شوارع بغداد يجدي نفعاً. وسارع زعماء العراق السياسيون ورجال الدين الشيعة، بمن فيهم الزعيم المتشدد مقتدى الصدر، الى الدعوة للتحلي بضبط النفس الأمر الذي ساعد على احتواء الضربات الانتقامية التي اقتصرت حتى الآن على هجمات متفرقة ضد مساجد سنية. وقال السفير كروكر الخميس:"دهشت على مدى اليوم الماضي بسبب الأسلوب الجاد والمحسوب تماماً في التعامل مع هذا الأمر، ليس فقط من قبل الحكومة العراقية وإنما ايضاً من كبار الشخصيات السياسية والدينية". وأرجع جارفر المستوى المحدود للهجمات الانتقامية الى حظر التجول لمدة ثلاثة أيام في بغداد، وإلى تحسن أداء الشرطة والجيش العراقيين. وقال:"بات لدينا قوات أمن عراقية في الشوارع أكثر كفاءة مما كانت عليه قبل عام ونصف العام، كما زادت قوات التحالف عما كان آنذاك". وأقامت القوات الأميركية والعراقية مراكز أمنية مشتركة ومواقع قتالية في أحياء بغداد لتعزيز وجودها والحد من حركة فرق الموت والانتحاريين. وبدا أن العملية الأمنية تحقق نجاحاً في بادئ الأمر، وتراجع عدد ضحايا العنف بين السنّة والشيعة في آذار ونيسان الماضيين. لكن أعمال القتل الطائفية زادت مرة أخرى الشهر الماضي كما ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي. وتعد واشنطن نفسها لمزيد من الخسائر. وقال جون نيغروبونتي، نائب وزيرة الخارجية خلال مؤتمر صحافي مع كروكر:"نتوقع أن تزداد المعركة ضراوة خلال الأشهر المقبلة فيما نواجه عدواً يزداد يأساً". في بروكسيل، أعلن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي أمس موافقة الحلف على توسيع مهمة التدريب العسكري التي يقوم بها في العراق لتشمل دورات لقوات الأمن شبه العسكرية على كيفية اداء مهماتها. وقال الوزراء في بيان مشترك نشر بعد اجتماع دام يومين في بروكسيل:"وافقنا على طلب من الحكومة العراقية بتقديم تدريب على نمط الشرطة". واضاف ناطق باسم الحلف ان الدورات الجديدة ستعني انضمام 50 مدرباً اضافياً من الحلف الى المدربين الحاليين، وعددهم مئة يتولون تدريب طلاب عسكريين عراقيين على نمط كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية في قاعدة خارج بغداد.