اعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتصلا أمس عبر الفيديو مع مسؤولين عسكريين ومدنيين اميركيين وبريطانيين في العراق. وهذه آخر زيارة لبلير كرئيس وزراء الى البيت الابيض قبل استقالته من منصبه في حزيران يونيو. وصرح الناطق باسم البيت الابيض غوردن جوندرو بأن بوش وبلير تناولا معاً فطور الصباح وأجرى بلير بعد ذلك محادثات مع فريقه، في حين عكف بوش على الاطلاع على الاخبار الصباحية. واضاف ان الرجلين اتصلا بالفيديو مع سفيري البلدين وقادة قواتهما في العراق. الى ذلك قال السفير الاميركي في العراق رايان كروكر أمس ان العراق اقترب من"حافة الهاوية"، لكن هناك مؤشرات الى أنه قادر على الوفاء بالمعايير السياسية التي تم تحديدها. وأضاف ان بغداد تحرز تقدماً في مشروع قانون لاقتسام عائدات الثروة النفطية وتشريع للسماح للأعضاء السابقين في حزب البعث المحظور بتولي الوظائف العامة والاصلاح الدستوري، وهي الخطوات الرئيسية الثلاث التي حددتها واشنطن للزعماء العراقيين. وتابع كروكر انه متفائل لأن العراق لم يسقط مجددا في دائرة أعمال العنف الطائفي واسعة النطاق التي عانى منها قبل عام على رغم استمرار السيارات الملغومة المروعة لكنه اقر بأن الصبر ليس"بلا حدود". وزاد انه"اذا كان علي أن أقيم الوضع اليوم والنظر فقط الى الوضع الامني الذي يبدو مروعاً بقدر ما تبدو الهجمات الانتحارية بالسيارات الملغومة التي تشنها القاعدة مروعة، فإن ذلك لا يشير في رأيي مطلقا الى فشل الدولة أو المجتمع". ويتناقض تقييم كروكر الذي يتسم بالتفاؤل النسبي تناقضا صارخا مع تقرير لمركز الابحاث البريطاني تشاتام هاوس الذي أكد ان العراق على شفا الانهيار مع عجز الحكومة عن بسط سلطتها على مساحات شاسعة من البلاد. وسترسل واشنطن عشرات الآلاف من الجنود الاضافيين الى العراق في محاولة أخيرة لتفادي الانزلاق الى حرب أهلية طائفية شاملة. ولجأت الى هذا التكتيك لكسب الوقت حتى تتمكن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من التوصل الى أسس سياسية تعتبرها واشنطن حاسمة في تحقيق المصالحة الوطنية. ومن المقرر أن يقدم قائد القوات الاميركية في العراق في أيلول سبتمبر المقبل تقريرا عن مدى التقدم المحرز. وقال كروكر:"لو كنا الآن في أيلول لكان خطأ فادحاً في اعتقادي استنتاج انه ليس هناك جدوى ولن تكون هناك جدوى وعلينا الانسحاب. في بعض الاحيان عليك أن تطل من فوق الحافة لتقف على مدى عمق الهاوية". ويتعرض بوش لضغوط لإظهار تقدم ملموس في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات. وتستهدف القوانين الاساسية الثلاثة ابقاء السُنة داخل اطار العملية السياسية، وبعيدا عن التمرد. وأحرز بعض التقدم في ما يتعلق بقانون النفط لكن ثمة خلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان، الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق حول مرفقات مسودة التشريع التي ستقرر الجهة التي ستكون لها السيطرة على ثالث أكبر احتياط في العالم. وقال كروكر ان مسؤولين من كردستان سيتوجهون الى بغداد خلال الايام القليلة المقبلة لمناقشة آخر النقاط المتنازع عليها في اطار مهلة زمنية تنتهي بنهاية شهر أيار مايو. ووافقت لجنة هذا الاسبوع على ارسال خطة لاصلاح الدستور الى البرلمان لكن ما زالت هناك مصاعب جمة. فالسنة يريدون اجراء تعديلات على دستور يقولون انه يخول الشيعة والاكراد سلطات أكثر مما ينبغي. ويعارض الاكراد دستوراً ينص على الهوية العربية للعراق. كما يعارض بعض الشيعة أيضا"قانون اجتثاث البعث"، لكن كروكر قال ان نائبي الرئيس العراقي الشيعي عادل عبد المهدي والسني طارق الهاشمي التقيا من أجل مزيد من العمل على الصياغة.