توقع قائد اميركي بارز تصاعد القتال ووقوع مزيد من القتلى في العراق مع تحرك القوات الاميركية والعراقية الى مناطق يستخدمها تنظيم"القاعدة"لشن تفجيرات كبيرة في بغداد. وقال الجنرال ريك لينش، الذي يقود القوات الاميركية في وسط العراق تشمل مواقع في جنوببغداد"مع تزايد عديد قواتنا، نجد ان العدو يزداد عدداً كذلك". واضاف:"نحن ننقل القتال الى اماكن العدو لمواجهة قدراته، لكن مع مرور الوقت، خصوصاً مع استمرارنا في وضع قواتنا في مناطق لم تعمل فيها في السابق مطلقاً، نتوقع ان نعاني من استمرار سقوط القتلى". وقُتل 13 من الجنود العاملين تحت قيادة لينش واصيب 39 الشهر الماضي نتيجة انفجارات عبوات ناسفة، حسب الجنرال الذي قال ان عدد الهجمات في هذه المنطقة ارتفع. وقال ان"القاعدة"وغيرها من الجماعات المتطرفة المرتبطة بها تمثل اكبر تهديد، الا ان الاسلحة والذخيرة المصنوعة في ايران بما فيها العبوات الناسفة المخصصة لاختراق العربات المصفحة، بدأت تظهر كذلك في هذه المنطقة. واضاف:"مع زيادة عديد القوات الاميركية الى اعلى مستوى له الصيف المقبل، فان القوات الاميركية ستتحرك الى المخابئ التي نجحت تلك الجماعات في اقامتها في المنطقة مما يمهد الطريق لمزيد من العنف المكثف". وذكر انه"عندما تصبح هذه الوحدات الاضافية على الارض، سنتحرك من اجل السيطرة على هذه المخابئ، وهذا له ثمنه". وقال ان مصدر القلق الرئيسي هو ان تنظيم"القاعدة"سيكثف حملته من تفجيرات سيارات مفخخة وهجمات انتحارية على نطاق واسع لمحاولة اذكاء العنف الطائفي بين السنة والشيعة و"لن يستسلم، ولن يتخلى عن المناطق التي يقيم فيها المخابئ من دون قتال. ولذلك سيقع قتال في تلك المناطق". كما اتهم لينش ايران بتزويد الجماعات الشيعية المتطرفة بالتمويل والتدريب والذخائر والمتفجرات المصممة لاختراق المصفحات والعبوات الناسفة وهذه العبوات"تقتل جنودنا، ويمكننا رصد مصدرها من ايران". من جهة ثانية اعلن البيت الابيض ان الادارة حضت البرلمان العراقي على اعادة النظر في مشروع احيل عليه ويقضي بأخذ اجازة خلال الصيف، خصوصا ان ثمة مشاريع قوانين عاجلة تتطلب اقرارها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان مسؤولين اميركيين، بينهم سفير الولاياتالمتحدة في بغداد راين كروكر، اعتبروا ان هذا الامر قد يبعث"باشارة سيئة ليس فقط للمجتمع الدولي بل للشعب العراقي ايضا". وقال كروكر ان الشعور في الولاياتالمتحدةوالعراق هو"كيف يمكنكم الرحيل طوال الصيف فيما يقاتل جنود عراقيون واميركيون ويموتون لاعطائكم، انتم اعضاء البرلمان، المساحة الضرورية للقيام بالعمل السياسي للبلد، في حين تأخذون عطلة لشهرين". وتعكس المؤسسات الاميركية الضغط الذي تتعرض له ادارة بوش في الولاياتالمتحدة. ولا يخفي نواب اميركيون امتعاضهم من امكانية ان يأخذ البرلمان العراقي اجازة لشهرين تاركا وراءه مشاريع تصب في خانة المصالحة ولا يجوز اهمالها. ويعلق البيت الابيض اهمية كبيرة على اقرار هذه المشاريع في اسرع وقت، خصوصا حول ادارة النفط وتقاسم عائداته، في ظل اصرار الغالبية الديموقراطية في الكونغرس على وضع حد للوجود العسكري الاميركي في العراق اليوم قبل الغد. واكد كروكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يشاطر الادارة الاميركية هذا القلق، وقال ان"رئيس الوزراء يرى ان عطلة البرلمان ينبغي الا تكون شهرين ولا حتى شهراً واحداً او اسبوعاً، بل ربما عطلة نهاية اسبوع فقط". وكانت الادارة الاميركية ابلغت الكونغرس الجمعة بخطط لبيع العراق نحو 400 مليون طلقة اسلحة صغيرة و170 الف قنبلة يدوية ومتفجرات هدم ومعدات وخدمات عسكرية اخرى تصل قيمتها الى 508 ملايين دولار. واعلنت وكالة التعاون الامني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع ان الحكومة العراقية طلبت ما يصل الى 100 مليون طلقة لاسلحة صغيرة بالاضافة الى نحو 200 مليون رصاصة اخرى. وقالت الوكالة، التي تتولى شؤون مبيعات الاسلحة الحكومية، ان"هذه الصفقة المقترحة تدعم بشكل مباشر الحكومة العراقية وتخدم مصالح الشعب العراقيوالولاياتالمتحدة بالاضافة الى اعطاء الامل في اقامة شرق اوسط اكثر استقرارا وهدوءاً". وقال بيان ان هذه الصفقة ستساعد القوات العراقية على"دعم نفسها في جهودها لاحلال الاستقرار في البلاد ومنع امتداد القلاقل الى الدول المجاورة". وفي صفقة بيع مقترحة سابقة للعراق قال البنتاغون في السابع من كانون الاول ديسمبر انه سيورد شاحنات ومقطورات ومعدات متصلة بها تصل قيمتها الى 463 مليون دولار. واضاف ان هذا سيدعم خطة لرئيس الوزراء العراقي لتدريب وتجهيز قوات عراقية اضافية مؤلفة من 30 الف فرد.