شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس، على وجوب "نزع فتيل" الازمة الحالية مع ايران حول ملفها النووي. وقال خلال اجتماع للوكالة في فيينا: "اشعر بقلق متزايد من المأزق والمواجهة الحاليين، وهو مأزق يجب الخروج منه ومواجهة يتوجب نزع فتيلها". وبدأ مجلس حكام الوكالة الذرية المؤلف من 35 بلداً، اجتماعاً قد يؤول الى فرض مجموعة ثالثة من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. وقال البرادعي:"ما زلت اعتقد ان الحوار والديبلوماسية هما الطريقة الوحيدة للوصول الى الحل التفاوضي الذي تنص عليه قرارات مجلس الامن. وكلما اسرعنا في ايجاد ظروف التحرك في هذا الاتجاه، كان ذلك افضل". وفرض مجلس الامن مجموعتين من العقوبات على ايران، غير ان البرادعي قال ان"الحقائق على الارض تشير الى ان ايران تستمر في شكل ثابت في الحصول على المعرفة التامة المتعلقة بالتخصيب وتوسيع قدرات التخصيب"في منشأتها في ناتانز. وتواصل ايران"بناء مفاعلها بالمياه الثقيلة في اراك"والذي يمكن ان ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في انتاج قنابل نووية، مثل اليورانيوم المخصب، بحسب البرادعي. وأضاف البرادعي ان ذلك"يجري من دون ان تتمكن الوكالة من إحداث اي تقدم في جهودها لحل المسائل العالقة بخصوص طبيعة برنامج ايران النووي وحجمه". وسعت ايران الى تليين الديبلوماسية المعادية لها، اذ التقى المفاوض النووي الايراني جواد واعدي في وزارة الخارجية النمسوية في فيينا مع روبرت كوبر المساعد البارز للممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، بحسب ما صرح السفير الايراني لدى المنظمة الدولية علي اصغر سلطانية. الا ان ديبلوماسيين قالوا ان اجتماعات كانت مقررة بين البرادعي وواعدي ألغيت بسبب عدم احراز تقدم. وقال ديبلوماسيون ان واعدي وكوبر يسعيان الى ايجاد سبل تتمكن من خلالها ايران من الاجابة عن اسئلة رئيسة ومسائل عالقة في التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية حول برنامج ايران النووي، وهي الخطوة التي وعدت ايران سولانا بالقيام بها كإجراء بناء ثقة. الا ان احد الديبلوماسيين قال ان المحادثات التي كان من المقرر ان يجريها واعدي مع الوكالة الذرية ألغيت"لأن الايرانيين لا يرغبون في الحديث عن المسائل الجوهرية في هذه المرحلة". وحول هذا اللقاء، ذكر ديبلوماسي غربي ان"ايران تقطع الكثير من الوعود والتعهدات خصوصاً قبل اجتماعات مجلس حكام الوكالة الذرية. ويمكن النظر الى ذلك على انه حركات لا معنى لها". وستستمع الوكالة الذرية في مقرها في فيينا هذا الاسبوع، الى تقرير للبرادعي يذكر ان ايران تقوم فعلاً بتوسيع عمليات تخصيب اليورانيوم. وفي التقرير كذلك ان ايران لم تقدم المعلومات المطلوبة لتسوية بعض المسائل العالقة مثل الوثائق التي تمتلكها حول اليورانيوم المستخدم في صناعة القنابل النووية. وجاء في التقرير ان ايران بدأت منذ 13 ايار مايو المقبل، بتشغيل اكثر من 1300 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الارض في ناتانز. وصرح مصدر قريب من الوكالة ان ايران يمكن ان تبلغ هدفها بإنتاج اليورانيوم على نطاق صناعي عندما تبدأ بتشغيل ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي في نهاية حزيران يونيو الجاري. وذكر خبراء انه في حال تشغيل هذا العدد من اجهزة الطرد المركزي بقدرة كاملة، يمكن ايران ان تنتج يورانيوم مخصباً يكفي لاستخدامه في انتاج قنبلة في اقل من سنة.