قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رداً على أسئلة ل "الحياة" أمس، ان "لقاء المصالحة والمصارحة" بين الرئيس بشار الاسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليل اول من امس "أعاد العلاقات الثنائية الى ما كانت عليه" قبل بضعة اشهر، مضيفاً ان الاسد سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك صباح اليوم. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ان "التنسيق الثلاثي" السوري - السعودي - المصري سيعود بعد هذه اللقاءات الثنائية. وكان الرئيس الاسد زار مساء اول من امس الملك عبدالله في مقر اقامته، حيث عقدا لقاء استمر نحو ساعتين الا ربعا. وقالت مصادر سورية ان اللقاء اقتصر على الرئيس الاسد من الجانب السوري، في مقابل حضور ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز، وامير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل، والسفير السعودي لدى دمشق احمد القحطاني. وصدر بيان مشترك أفاد بأن اللقاء تناول جدول اعمال القمة و"الحرص على نجاح هذه القمة وعلى تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". لكن الشرع أوضح امس ان اللقاء"جيد جداً، وكان ودياً واخوياً، جرت فيه مصالحة ومصارحة". بحيث انه"انتهى بأفضل مما بدأ". وسألته"الحياة"عمّا اذا كان تناول تفاصيل الازمة اللبنانية، فقال الشرع ان اللقاء"تناول كل شيء يهم البلدين بعمق وصراحة. لكن العلاقة الثنائية أهم من كل شيء". قبل ان يرفض الدخول في تفاصيل المناقشات التي ادت الى ان"تعود العلاقات الى ما كانت عليه قبل بضعة اشهر". واتفقت مصادر ديبلوماسية عربية على القول بأن"العلاقات الثنائية ستكون افضل من السابق". قبل ان تشير الى"إحياء التنسيق الثلاثي السوري - المصري - السعودي"، في ضوء لقاء الاسد مع مبارك اليوم. وبمجرد انتهاء الجلسة الافتتاحية امس، جاء الامير سعود الى مكان جلوس الرئيس الاسد، حيث عقدا"دردشة مغلقة"استمرت نحو ساعة، استأنف بعدها وزير الخارجية السعودي ونظيره السوري وليد المعلم تناول تنفيذ ما جرى بحثه. وكان الاسد عقد قبل هذا اللقاء جلسة عمل مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في احدى القاعات الجانبية حضرها المعلم، قام بعدها متقي بعقد لقاء لمدة عشر دقائق مع الرئيس اللبناني اميل لحود، علماً ان الاسد ولحود عقدا اجتماعاً مساء اول من امس. وقال لحود في تصريحات بعد هذا اللقاء، ان"المقاومة والجيش يجب ألا يُمسّا أبداً". ويعتقد ان المحادثات السورية - الايرانية تناولت الملف النووي، وموقف مجلس الامن الاخير، ذلك ان مسؤولاً سورياً قال ل"الحياة"ان ايران"دولة جارة للعالم العربي، وهناك روابط دينية وبشرية وتاريخية بين ايران والعرب، ونأمل بالتوصل الى حل سياسي لموضوع الملف النووي الايراني، آخذين في الاعتبار حق ايران في الحصول على تكنولوجيا نووية للاغراض السلمية، وحق العرب في ان يطمئنوا إلى أن هذه التكنولوجيا ليست حربية". وسادت اوساط الوفد السوري المرافق للاسد مشاعر ارتياح لعودة التواصل السوري - السعودي. وأعربت مصادر مطلعة عن الاعتقاد بأن"التنسيق السياسي العميق ازاء القضايا الاقليمية، خصوصاً لبنان، سيعود بعد انتهاء القمة".وكانت المصادر قالت ان لقاء الاسد والملك عبدالله تناول الوضع في العراق، باعتبار أن سورية وضعت"تصوراً عربياً"لكيفية الوصول الى حل سياسي في العراق، حظي بدعم الرياض. وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى قالت ل"الحياة"ان استقبال الملك عبدالله للرئيس الاسد كان"ودياً ودافئاً"، وان اللقاء الذي عقد بينهما كان"أخوياً".