لو شاهد أي خبير لكرة القدم مباراة الاهلي وبتروجيت اول من امس، في ملعب القاهرة الدولي في ثمن نهائي كأس مصر، لظنّ ان الفريق صاحب الزي السماوي بتروجيت هو بطل مصر وافريقيا… وأن الفريق صاحب اللون الاحمر الاهلي من الفرق التي تجاهد لتفادي الهبوط الى الدرجة الثانية، وان صفوفه خالية من اللاعبين الدوليين. ولأنها من مباريات الكؤوس التي اشتُهرت دائماً بالمفاجآت والغرائب، فاز الفريق الادنى وهو الاهلي 1- صفر، وتأهّل الى الدور ربع النهائي، وجاء الهدف برأسية من الانغولي فلافيو بعد 24 دقيقة من ركلة ركنية على عكس سير اللعب، ويحمل فلافيو لقب هداف الدوري المصري حالياً، لكن استمراره مع الفريق غير مؤكد لإصراره على الاحتراف فى أوروبا، ووضح جلياً للخبراء انه سعى للحصول على انذار من حكم المباراة ليغيب عن اللقاء المقبل للفريق في الدوري. وقف الحظ مع الاهلي بشدة في مواقف كثيرة، كان أبرزها قبل 12 دقيقة من صافرة النهاية، عندما انفرد المهاجم العاجى لبتروجيت زيكا جوري بالحارس الاهلاوي، لكن تسديدته اتجهت الى القائم. وكان الحارس الاحتياطي للاهلي نجماً حين تصدى فى الشوط الاول والفريقان متعادلان لانفراد تام من مهاجم الاهلي السابق علاء ابراهيم، واحتفظ لفريقه بالشباك نظيفة. ووجهت الجماهير، وللمرة الاولى منذ فترات طويلة، لوماً الى المدرب البرتغالي للاهلي مانويل جوزيه، بعد ان أجرى تغييراً خاطئاً بخروج مهاجمه النشيط عماد متعب بين الشوطين، وأشرك العائد من الإصابة محمد بركات، وفقد الفريق جماعيته وتحوّل الى الدفاع على مدار شوط كامل. وسجّلت المباراة حدثاً غريباً في نقص عدد جماهير الاهلي الى اقل من الف متفرج، وحملوا لافتة عملاقة تكشف غضبهم الرهيب من ادارة النادي، التي تجاهلتهم في لقاء برشلونة الاسباني الودي قبل اسبوعين، عندما منحت تذاكر اللقاء الى شركات خاصة. وكتب انصار الاهلي على اللافتة السوداء تعبيراً عن الحزن"عفواً... جمهور الاهلي خارج الخدمة مؤقتاً.. برجاء الانتظار حتى مباراة بنفيكا المقبلة، وهو الامر الذي يشير الى مقاطعة الجماهير فريقها في كل مبارياته المحلية في الدوري والكأس، حتى مباراته الودية المقررة ضد بنفيكا البرتغالي في احتفالات مئوية النادي، التي ستقام في القاهرة في 28 حزيران يونيو المقبل.