ادى الرئيس النيجيري الجديد عمرو يار ادوا ونائبه غودلاك جوناثان جنوب اليمين الدستورية في ابوجا أمس، في الانتقال الاول للسلطة من زعيم مدني الى آخر منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1960. وتسلم ادوا، الحاكم السابق لولاية كاتسينا شمال ذات الغالبية المسلمة، رئاسة البلاد خلفاً للرئيس السابق اولوسيغون اوباسانجو بعدما حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي أجريت في 21 نيسان ابريل الماضي وشهدت انتقادات عدة في ظل تأكيد مراقبين محليين ودوليين تضمنها عيوباً كثيرة. ونال ادوا 24،6 مليون صوت، متقدماً بفارق كبير على ابرز منافسيه الجنرال محمدو بوهاري 6،6 مليون صوت ونائب الرئيس السابق اتيكو ابو بكر 2،6 مليون صوت. ويرث الرئيس الجديد الذي وصفه مراقبون بأنه"غير محنك"سياسياً مجموعة ازمات تقترن بالشكوك التي أثيرت في شأن شرعية انتخابه. وهو وعد بالحفاظ على الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجها اوباسانجو والتي لقيت إشادة دولية لكنها فشلت في انتشال غالبية السكان في أكبر دولة منتجة للنفط في افريقيا من الفقر. وسيتعين على أدوا محاربة الفساد وتخصيص جزء من الثروة النفطية الهائلة التي رفعت احتياطي الدولة الى اكثر من 46 بليون دولار للمواطنين العاديين الذين ما زالوا فقراء، وحتى بدرجة اكبر مما كانوا عليه عام 1999، وكذلك وضع حد للهجمات المسلحة في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط، كي يحظى ببعض الصدقية لدى النيجيريين. ويفرض ذلك إزالة ادوا التشابك الحالي بين سلطات العرابين السياسيين ورجال الاعمال الّي ييؤدي الى فوضى ملائمة لانتشار الفساد الذي رأت منظمة الشفافية الدولية ترانسبارنسي انترناشيونال ان نيجيريا من اكبر الدول التي تعاني منه، بعدما ذهبت اكثر من 400 بليون دولار الى جيوب المسؤولين منذ الاستقلال. وأكد ادوا اخيراً ان"ادارته ستكون ادارة القادة الذين يخدمون الشعب، فيما ولى زمن القيادة النخبوية". وأضاف ان"الشعب يشعر بالاستياء لان الادارة السابقة استغلت ثقته وفقدت كل صدقية وشعور بالمسؤولية والسلطة المعنوية". ورأى ان انفصاليي منطقة دلتا النيجر الذين تورطوا بأعمال عنف منذ سنوات يملكون"حججاً صحيحة". وأمل عضو بارز في الحزب الحاكم بأن يتخذ أدوا مواقف قوية خلال اسبوع أو اسبوعين. و"اذا لم يحدث ذلك فان الامة ستحاربه باعتباره امتدادا لاوباسانجو". وفي الأيام الاخيرة من حكمه، رفع اوباسانجو اسعار الوقود بنسبة 15 في المئة وضاعف قيمة الضريبة المضافة، وباع مصفاتي نفط لحلفائه من رجال الاعمال، ما اثار المعارضة ومنظمات المجتمع المدني. وفي كلمة وداع القاها أول من أمس، قال أوباسانجو إن"جيلاً جديداً من زعماء نيجيريا سيتولون مسؤولية ادارة الامة"، بعدما امضى ثماني سنوات في السلطة، فيما توقع من حزب الشعب الديموقراطي الحاكم الذي يتزعمه ان يحدد السياسات بينما تتولى الحكومة تنفيذها، علماً ان أدوا أكد ان الحزب سيضطلع بدور بارز، لكنه يستمد قوته من الدستور. وحذر أوباسانجو من أن هدف تحول بلاده الى احد أكبر اقتصادات العالم بحلول عام 2020"ربما يكون سراباً"، في حال عدم الاستمرار في الاصلاحات".