توجه النيجيريون أمس إلى مراكز الاقتراع التي فتحت متأخرة، لانتخاب رئيسهم الذي سيخلف اولوسيغون اوباسانجو الحاكم منذ 1999، في ظل شكوك حول شفافية الانتخابات التي أجريت في مناخ من التوتر. وترافقت عمليات التصويت مع أعمال عنف واقتحام مقر إقامة مرشح الحزب الديموقراطي الشعبي الحاكم لمنصب نائب الرئيس جودلك جوناثان، وإحراق مركز للشرطة إضافة إلى محاولة فاشلة لتفجير ناقلة نفط قرب مقر الانتخابات في العاصمة أبوجا. وإضافة إلى انتخاب رئيس للبلاد من بين 24 مرشحاً، انتخب النيجيريون أمس 360 نائباً و109 اعضاء لمجلس الشيوخ الفيديرالي. وأعلن مرشح الحزب الحاكم في نيجيريا للانتخابات الرئاسية اومارو ياردوا 55 سنة انه واثق من الفوز في الانتخابات. وقال ياردوا اثر ادلائه بصوته في احدى المدارس الابتدائية في مدينة كاتسينا شمال:"انا واثق من فوزي في هذه الانتخابات نظراً الى قوة حزبي واستناداً الى كل اللقاءات الانتخابية التي اجريتها". وأضاف حاكم كاتسينا:"هذه الانتخابات مهمة للغاية بالنسبة الى بلدنا. انها المرة الاولى التي نشهد فيها انتقالاً سلمياً للسلطة. سننجح". وأدلى الجنرال بوهاري المتحدر من الشمال ايضاً بصوته في الولاية عينها في مدينة دورا. وأعلنت الشرطة النيجيرية انها تمكنت من احباط محاولة هجوم بشاحنة صهريج مملوءة بالوقود على مقر اللجنة الانتخابية في ابوجا. وقال الناطق باسم الشرطة:"جرت محاولة لاحراق مكتب اللجنة الانتخابية هذا الصباح. ورصدت شاحنة صهريج مملوءة بالبنزين فيها قارورة غاز ومن دون سائق متوجهة نحو المكتب". وأضاف:"أوقفت الشاحنة الحواجز عند مدخل مكتب اللجنة الانتخابية. كانت مشتعلة... وبها اسطوانات غاز كانت ستعمل كمتفجرات لو لم تُخمَد النار". جاء ذلك بعيد اقتحام متشددين في المنطقة النفطية الجنوبية مكتب جولدك جوناثان، فيما اعتبرته الشرطة محاولة لقتله والغاء الانتخابات. وفرّ جوناثان المقيم في ولاية بايلسا في دلتا النيجر بعدما ألقى المسلحون أصابع ديناميت على منزله، وتوجه وزوجته وأطفاله إلى مكان آمن. كما اقتحم المهاجمون مركزاً للشرطة في العاصمة وأشعلوا فيه النار، ما دفع رجال الشرطة إلى الهروب. وأشارت تقارير إلى عدد غير مؤكد من الاصابات. وقال شاهد عيان يدعى كايرو ديريبيكي إن رصاصة طائشة أصابته قرب مركز الشرطة. ورفض مسؤولو الحكومة التعليق على الحادث. وبالنسبة إلى نيجيريا، اول بلد منتج للنفط في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى والتي شهدت 28 سنة من الانظمة العسكرية خلال 46 سنة، شكلت انتخابات امس اول عملية انتقال للحكم بين مدنيين منذ استقلال البلاد في العام 1960. وفي 14 نيسان ابريل الجاري، توجه النيجيريون الى صناديق الاقتراع لاختيار حكام ولاياتهم ال36 في هذا الاتحاد الذي يضم 140 مليون نسمة، وكذلك برلمانات الولايات. واعتبرت تلك الانتخابات التي سبقتها حملة اتسمت بالعنف والاضطرابات السياسية ومقتل 21 شخصاً على الاقل، عموماً مملوءة بالتزوير خصوصاً من قبل واشنطن والاتحاد الاوروبي. وهناك ثلاثة مسلمين من شمال نيجيريا يعتبرون الأكثر ترجيحاً للفوز بالرئاسة، وهم اومارو ياردوا من حزب الشعب الديموقراطي، ونائب الرئيس اتيكو ابو بكر الذي انشق عن حزب الشعب الديموقراطي ليترشح عن حزب مؤتمر العمل المعارض، والحاكم العسكري السابق الجنرال محمدو بوهاري من حزب شعوب نيجيريا. واعتبر بوهاري انتخابات أمس هي الأسوأ في تاريخ نيجيريا. لكن المسؤولين ابتداء من الرئيس اوباسانجو اعتبروا أنها"تاريخية". وطلب اوباسانجو من المراقبين عدم"تضخيم الامور السلبية". وتستقطب الانتخابات النيجرية اهتماماً دولياً كونها تجري في سادس اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي المعارضة الى عدم مقاطعة الانتخابات، كما دعت الحكومة الى التحرك لمنع التزوير، في ظل الشكوك المتزايدة في شأن مدى صلاحية الانتخابات كاقتراع ديموقراطي. ويفترض ان تتم عملية انتقال السلطة بين اوباسانجو وخلفه في 29 ايار مايو المقبل.