اللقاء بين سفيري إيران، حسن كاظمي قمي، وأميركا، ريان كروكر، يجرى في وقت لم يجف فيه حبر الخيانة الأميركية أو إخلال البيت الأبيض بوعود قطعها في بيان الجزائر في 1980. ولا شك في ان ريان كروكر، القائم بالأعمال الأميركي السابق في خورمشهر في 1972، يفاوض إيران غير إيران السلطة البهلوية المنحوسة. فإيران الثورة الإسلامية هي نواة القوة الإسلامية العالمية في مواجهة البيت الأبيض والغرب. والحوار له منحيان. الأول ديبلوماسي وشكلي، تعرض فيه"العضلات"والأسلحة، وتراعى فيه الآداب الديبلوماسية المعروفة والتشريفات. والمنحى الثاني من الحوار يشمل أساسات البناء. وتكثر الأسئلة عن مضمون الحوار مع أميركا. وجليّ أن التقارب بين السفيرين، الإيراني والأميركي، مستبعد. فموقع إيران قوي، ويتفوق على أميركا المأزومة في العراق. وليس في مستطاع البيت الأبيض ان يطلب غداً من إيران لعب دور الوسيط في الخلاص من المستنقع العراقي. والبنى التحتية للحوار لا تسمح للأميركي بالتقدم بمثل هذا الطلب. والإيراني ليس في حاجة إلى تقديم الفرص والامتيازات للعدو القديم. لكن علينا ان لا ننسى ان الأميركي موجود في الساحات العراقية بصورة واضحة وذات أبعاد محددة. قد تكون بغداد خير مكان للإلمام بنقاط ضعف البيت الأبيض. وفي نهاية المطاف ينبغي معالجة المخاوف المنطقية والطبيعية الناجمة عن تشابك البنى التحتية والفوقية للحوار الأخير. وعلينا ان نعرف ما نريد من الأميركي في"مفاوضات"بغداد. فما تطلبه إيران، صديقة الشعب والحكومة العراقيين يسهم في رسم فضاء الحوار. فنحن نريد معرفة - كيفية وقوع علميات إرهابية في الأماكن التي تسيطر عليها أميركا، وكيفية تحرير القوات الأميركية منفذي عمليات التفجير المختلفة، وكيفية تدخل البعثيين والمنافقين في البنى التحية الأمنية العراقية بدعم من البيت الأبيض، والحصة الأميركية من تفجيرات الأماكن الشيعية المقدسة. ونريد المطالبة بديات الشهداء الإيرانيين في كربلاء والنجف والكاظمين، وسؤال الجانب الأميركي عن دوافع بناء الجدار العازل في بغداد، ومعرفة لماذا لم تغادر القوات الأميركية الأراضي العراقية، وكيف ترسم العلاقات الخفية بين البيت الأبيض وپ"القاعدة"في العراق .... عن هيئة تحرير "رسالت" الايرانية، 27 / 5 / 2007