وجهت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أمس ضربة قوية لرئيس الحكومة ايهود اولمرت حين طالبته في اجتماع منفرد ثم في مؤتمر صحافي، بالاستقالة وتمكين أحد أقطاب حزبه "كديما" من تسلم منصبه، وهي دعوة رفضها اولمرت الذي نقلت اوساطه قوله لنواب حزبه في اجتماع مغلق:"انا في موضع مريح شخصيا ... ولن أتنصل من مسؤولياتي وسأصلح كل الاخطاء". وكان اولمرت تلقى ضربة اولى باستقالة زعيم الكتلة البرلمانية للحزب افيغدور اسحاقي، فيما اكدت استطلاعات الرأي ان أكثر من ثلثي الإسرائيليين يطالبون رئيس الحكومة بالاستقالة، حتى لو كان الثمن تبكير موعد الانتخابات البرلمانية. اما مكتب وزير الدفاع عمير بيرتس فأعلن ان الاخير يدرس الاستقالة. وسادت قناعة أمس بأن اولمرت يخوض معركة بقاء ميئوس منها، وأن"التعادل"القائم حالياً في حزبه بين مؤيديه ومعارضيه قد يتبدل بين ليلة وضحاها في غير مصلحته، وان رقعة التمرد قد تتسع، أو ينسلخ ثلث أعضاء الحزب عنه ويعودون إلى حظيرتهم الأم"ليكود". في هذه الاجواء، اعلنت ليفني، وهي الشخصية الثانية تراتبياً في حزب"كديما"وأكثر شخصيات الحزب شعبية، انها أبلغت اولمرت وجوب استقالته حالاً، نافية أنها تتآمر سراً لإطاحته. وأضافت انها لن تستقيل من الحكومة أو تصوت إلى جانب اقتراح نزع الثقة عنها. واوضحت أنها تعارض تبكير الانتخابات العامة، وأن في وسع"كديما"البقاء في سدة الحكم، مضيفة انها ترى في نفسها اهلاً للمنصب الرفيع. ورأى مراقبون ان ليفني أحسنت توقيت إعلانها مستغلة المزاج العام المطالب بمغادرة اولمرت والشعبية الكبيرة التي تحظى بها في أوساط الإسرائيليين. ومما لا شك فيه ان ليفني انتقمت عملياً من اولمرت الذي استبعدها خلال الحرب عن دائرة صنع القرار. ولم يستبعد معلقون ان تؤدي دعوة ليفني رئيس الحكومة إلى الاستقالة، إلى تعجيل فرط عقد الائتلاف في حال رفض اولمرت طلبها. الا ان مقربون من رئيس الحكومة اتهموا وزيرة الخارجية بالتآمر عليه، وقالوا انه يفكر جدياً باقالتها، وسربوا انه في حال نجحت ليفني في مسعاها، فإنه سيعمل على اختيار نائبه الأول شمعون بيريز في منصب رئيس الحكومة. وأشاروا إلى ان"تقرير فينوغراد"سيحول دون أن تحقق ليفني طموحها على خلفية تأكيد أعضاء اللجنة أهمية أن تكون لأي رئيس حكومة تجربة سياسية وأمنية كبيرة، وهي ما تفتقر إليه ليفني. وفاقم اعلان مكتب بيرتس ان الاخير يدرس احتمال الاستقالة من منصبه، من وقع الهزة التي عاشتها إسرائيل أمس. ونقلت الإذاعة العبرية أن نواباً بارزين في حزب"العمل"قريبين من بيرتس يمارسون منذ نشر التقرير ضغوطاً عليه للاستقالة والانسحاب من المنافسة على زعامة"العمل"ودعم ترشيح النائب عامي أيالون. ويلتئم حزب"العمل"الأسبوع المقبل لبحث طلب أمينه العام الوزير المستقيل ايتان كابل والنائب اوفير بينيس سحب الحزب من الائتلاف الحكومي. وينتظر الإسرائيليون الموقف الذي سيعلنه صاحب أفضل الفرص للفوز بزعامة"العمل"ايهود باراك الذي امتنع حتى أمس عن الكلام. وكان أولمرت دعا في جلسة خاصة للحكومة أمس"من يسارعون إلى جني أرباح سياسية فورية إلى عدم التسرع والتروي"، وذلك في رده على الأصوات التي تدعوه إلى الاستقالة، مقراً بأن تقرير فينوغراد أكد وجود"إخفاقات خطيرة في إدارة الحرب من جانب الحكومة ومني شخصيا". ومن المقرر ان تعقد الكنيست اجتماعا استثنائيا الخميس في القدس لبحث تطورات الازمة. وأكدت الاستطلاعات ان الإسرائيليين يفضلون تقديم الانتخابات على سائر الخيارات، وان غالبية من 51 في المئة تؤيد تبكير موعد الانتخابات، كما أكدت أن زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو سيقود حزبه إلى انتصار كبير سيمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة. ولا شك في أن عدد المشاركين في التظاهرة الكبرى التي تنظمها مساء اليوم في تل أبيب حركات شعبية كثيرة، سيقرر مصير اولمرت، إذ ان من شأن مشاركة مئات الآلاف أن تسرع نهاية عمره السياسي. وفي اطار ردود الفعل على تقرير"فينوغراد"، اعرب الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله في خطاب في الضاحية الجنوبية لبيروت امس عن احترامه لاسرائيل"لانها اعترفت بهزيمتها"خلال الحرب الاخيرة في لبنان، ولان"اللجنة التي عينها اولمرت هي التي دانته"، ولان"الشارع الاسرائيلي تحرك بسرعة لينقذ الدولة من المأزق"، ولان"عدونا يهتم بأسيره ويعمل لاستعادة اسراه وحتى رفاتهم".