لم يشفع لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت سيل من مقالات التأييد في المعركة التي خاضها هذا الأسبوع ضد"مراقب الدولة"ميخا ليندنشتراوس في شأن التقرير المرحلي عن معاناة الجبهة خلال الحرب على لبنان، إذ أكد استطلاع جديد للرأي ان الإسرائيليين لم يعودوا يحتملون رؤية اولمرت في منصبه وينتظرون انصرافه، معوّلين على أن يؤدي التقرير المرحلي الذي ستصدره قريباً جدا لجنة التحقيق الحكومية في إخفاقات الحرب لجنة فينوغراد، الى وضع رئيس الحكومة أمام خيار واحد ووحيد هو تقديم الاستقالة، وذلك وسط ارتفاع شعبية"ليكود"وزعيمه بنيامين نتانياهو الذي صب زيتاً على النار في أهداب اولمرت بإعلانه ان وزراء ونواباً في حزب"كديما"الذي يتزعمه اولمرت، شرعوا منذ فترة في فحص إمكان عودتهم إلى"ليكود"الذي غادروه قبل أكثر من عام مع رئيس الحكومة السابق آرييل شارون. وأكد الاستطلاع الذي نشرته صحيفة"يديعوت أحرونوت"أمس ان اولمرت فقد تماما ثقة الإسرائيليين باستثناء 2 في المئة منهم، وهو رقم قياسي لم يسجل في تاريخ رؤساء حكومات إسرائيل. وطرح معدو الاستطلاع على عيّنة تمثيلية من 501 إسرائيلي لائحة بأسماء تسعة مسؤولين بارزين موجهين السؤال:"اي من هذه الشخصيات هي الاكثر صدقية وجدارة بالثقة ؟"، فجاء اولمرت في المرتبة التاسعة والأخيرة مع 2 في المئة، فيما حلت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أولى مع 22 في المئة. وجاء في المرتبة الثانية النائب العمالي رئيس جهاز"شاباك"سابقا عامي أيالون المرشح بحسب استطلاعات أخرى للفوز بزعامة حزب"العمل"في الانتخابات الداخلية أواخر أيار مايو المقبل، وحصل على ثقة 18 في المئة من المستطلعين، تلاه وزير الشؤون السياسية المتطرف افيغدور ليبرمان 11 في المئة، ثم زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو 10 في المئة، فوزير النقل شاؤول موفاز 8 في المئة، فوزير الدفاع زعيم"العمل"عمير بيرتس 7 في المئة، فرئيس الحكومة السابق ايهود باراك 6 في المئة، فوزير الخارجية السابق سلفان شالوم 4 في المئة، وقال 12 في المئة إنهم لا يثقون بأي من هؤلاء. ورغم ان معظم الصحافيين النافذين وقف إلى جانب اولمرت في ادعائه ان"مراقب الدولة"يسعى إلى تسويد سمعته وصورته بغية إطاحته، إلا أن غالبية الإسرائيليين 73 في المئة رأت ان اولمرت ليس على حق في ادعائه هذا، في مقابل 15 في المئة فقط أيدوا موقفه. وقال 54 في المئة إنهم يثقون بمراقب الدولة في سجاله مع اولمرت حول التقرير عن الجبهة الداخلية خلال الحرب، بينما أيد ادعاءات اولمرت 10 في المئة فقط. وتشكل هذه الأرقام مجتمعة ضربة أخرى لرئيس الحكومة"الذي عافه الإسرائيليون تماما ولن ينقذه أي عمل حتى لو كان بطوليا"، كما يقول معلقون. ورأى أحدهم ان الإسرائيليين"لا يتحملون رؤية اولمرت في رأس الهرم"وأن مثل هذا الوضع لم يلمسه أي من أسلافه حتى في أصعب فتراتهم. إلى ذلك، تتعزز التقديرات بأن حزب"كديما"الحاكم في طريقه إلى الاختفاء عن الساحة الحزبية في غياب مؤسسات وقيادات محلية، فيما أركان بارزون فيه يبحثون عن تأمين مستقبلهم السياسي. ويرى عدد منهم ان ذلك قد يتحقق لهم عبر عودتهم إلى"ليكود"الذي غادروه مع شارون احتجاجا على معارضة الحزب الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة. وكان ابن شقيق اولمرت وشقيق ليفني أعلنا رسميا الأسبوع الجاري استقالتهما من"كديما"والعودة إلى"ليكود". ولا يستبعد مراقبون أن يقوم عشرة نواب من"كديما"على الأقل بالانسلاخ عن الحزب، وهو العدد الأدنى المطلوب لتشكيل كتلة برلمانية مستقلة تتعاون مع"ليكود"في تشكيل حكومة جديدة من دون الذهاب إلى انتخابات مبكرة. ونظريا يمكن لهذا السيناريو أن يتحقق في حال التفت أحزاب اليمين والمتدينين جميعها حول نتانياهو رئيسا للحكومة الجديدة، والذي تتنبأ استطلاعات الرأي فوز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في حال إجراء انتخابات مبكرة.