استبقت أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت التقرير المرحلي للجنة الفحص الحكومية في مجريات الحرب على لبنان لجنة فينوغراد المقرر صدوره اليوم، واعلنت ان اولمرت لا يفكر في الاستقالة من منصبه مهما كانت خلاصات التقرير، وانه سيدافع عن نفسه بالتشديد على ان حرب لبنان كانت مشروعة وحظيت بإجماع صهيوني تام. راجع ص 5 و6 وفيما يحبس الاسرائيليون انفاسهم بانتظار صدور التقرير، يعيش الفلسطينيون على وقع احتمالات شن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في قطاع غزة. ورغم تضارب المواقف بين اولمرت الذي قال ان إسرائيل ليست معنية بالتصعيد في غزة رداً على استئناف الصواريخ الفلسطينية، وبين رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي الذي رأى ان لا مفر من عملية عسكرية في القطاع في حال لم يتوقف سقوط الصواريخ. الا ان مصادر امنية فلسطينية اكدت ان اسرائيل تستعد لعملية واسعة في غزة حضرت لها بإقامة أربعة معسكرات اعتقال ضخمة، وب"ابلاغ 4 جهات اقليمية ودولية بخطتها المقبلة"، عازية ذلك الى"يأسها من وقف تهريب الاسلحة الى غزة وتطوير صناعة الصواريخ، وفشل صفقة لاطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت". وفي ما يتعلق بتقرير"لجنة فينوغراد"، تردد ان اللجنة لن تقدم توصيات أو تطلق دعوات الى تنحي اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس من منصبيهما، وستكتفي بتحميلهما ورئيس هيئة أركان الجيش المستقيل الجنرال دان حالوتس، مسؤولية"الفشل"في تحقيق أهداف الحرب، تاركة النطق بالحكم للرأي العام. وافادت التسريبات ان كلمة"فشل"ترددت عشرات المرات في التقرير الذي سينشر جزئياً اليوم الجزء الآخر سيبقى طي الكتمان لأسباب أمنية وأخرى تتعلق بعلاقات إسرائيل الخارجية، وكانت من نصيب"الفرسان الثلاثة"اولمرت وبيرتس وحالوتس. ويؤكد التقرير ان حالوتس كان في واقع الحال"حاكم البلاد"في الحرب، وأنه فرض رأيه الذي اعتمد أساساً على غرور وعنجهية، على رئيس الحكومة ووزير الدفاع. ويضيف ان اولمرت كان وحكومته مجرد"ختم مطاط"بيد الجيش و"أساء التقدير وتصرف بتهور وانجر للحرب... من دون الاستعانة بالجهات الاختصاصية"، و"حدّد أهدافاً للحرب مثل إعادة الجنديين المخطوفين وطرد حزب الله من جنوبلبنان من دون أن يفحص إذا كان ممكنا تنفيذها أو يسأل الجيش عن خططه للمراحل المقبلة". واضاف ان بيرتس كان مجرد متفرج، ورغم عدم خبرته العسكرية، اكتفى باستشارة مجموعة من العسكريين في الاحتياط، بينهم رئيس هيئة أركان الجيش الحالي غابي أشكنازي. واستبعد المعلقون ان تنجح الحركات الاحتجاجية الشعبية باسقاط اولمرت، مشيرين الى ان الاسرائيليين سيكونون مشغولين بترتيب عطلهم الصيفية بدلا من التظاهر في تل ابيب. واضافوا ان الحلبة السياسية ستتريث هي أيضاً بانتظار التقرير النهائي ل"لجنة فينوغراد"في آب أغسطس المقبل، في حين ستتمسك الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحكومي بأولمرت لإدراك اقطابها انهم شركاء كاملون في الحرب، وان الاستقالة لن تكون في مصلحتهم اذا اجريت انتخابات مبكرة، خصوصا ان معظمهم يكن العداء لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الذي ترشحه كل استطلاعات الرأي لفوز كاسح في الانتخابات المقبلة. في الوقت نفسه، يجمع أعضاء حزب"كديما"الحاكم بزعامة اولمرت انه في حال حمل التقرير النهائي انتقادات أخرى لاولمرت أو دعوة صريحة الى تنحّيه، ينبغي عليهم توحيد الصفوف للحيلولة دون سقوط الائتلاف الحكومي والذهاب إلى انتخابات مبكرة ستكون نتائجها كارثية بالنسبة الى الحزب إلى درجة انهياره التام، بل العمل على إقناع اولمرت بإخلاء كرسيه لمصلحة القائمة بأعماله تسيبي ليفني التي تفيد التقارير أنها تهيئ نفسها لهذه اللحظة وتتحين الوقت المناسب للمطالبة بالريادة.