صرح نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بأنه سيتم تجهيز الجيش بالمعدات اللازمة لمواصلة مهمته في العراق، وأي مكان آخر، وذلك بعد يوم من توقيع الرئيس جورج بوش قانون تمويل الحرب. وقال تشيني في كلمة أمام خريجي اكاديمية حربية في ويست بوينت في ولاية نيويورك ان"جيش الولاياتالمتحدة سيحصل على كل التجهيزات والتموين والخبرة والتدريب والدعم الأساسية لتحقيق النصر". وأضاف:"اقدم لكم هذه الضمانة باسم الرئيس. انكم تقاتلون من أجله وهو سيقاتل من أجله". وأوضح تشيني ان سبعين في المئة من خريجي الكلية عام 2007 سيكلفون اعباء قتالية، ودافع عن المهمة الأميركية في العراق، مؤكداً انها"حاسمة في الحرب على الارهاب". وقال:"نحن هناك لأننا وعدنا بعدما اسقطنا صدام حسين بألا نسمح لأي مستبد آخر بأن يحل محله. ونحن هناك لأن أمن هذه الأمة مرتبط بنجاحنا"في العراق. وذكّر تشيني خريجي الكلية بأن اكاديميتهم تبعد ثمانين كيلومترا فقط عن مركز التجارة العالمي الذي دمر اعتداء ارهابي برجيه في 2001. وقال ان الولاياتالمتحدة"نجحت خلال ستة اعوام منذ الاعتداءات في التصدي لمحاولاتهم مهاجمتنا على أرضنا"، مؤكدا ان"لا أحد يمكن ان يضمن عدم تعرضنا لهجوم جديد". الى ذلك، قلل البيت الأبيض من أهمية تقرير نشرته احدى الصحف وجاء فيه ان ادارة بوش تفكر في سيناريو لإجراء خفض كبير في حجم القوات الاميركية في العراق العام المقبل. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين بارزين، لم تذكر أسماءهم أن"الادارة تطور خططاً لخفض القوات القتالية في العراق الى حوالي 100 ألف بحلول منتصف 2008، وهو عام انتخابات الرئاسة". وأوضحت دانا بيرينو، الناطقة باسم البيت الابيض أن الجنود الاضافيين الذين أمر بوش في كانون الثاني يناير بإرسالهم الى العراق في اطار حملة أمنية"لم يصلوا جميعاً الى هناك حتى الآن". ويتوقع انتشار الدفعة الاخيرة من التعزيزات في منتصف حزيران يونيو. وقالت بيرينو ان الزيادة تهدف الى تهيئة الظروف المناسبة التي تتيح للجنود الاميركيين العودة الى بلادهم. وأضافت:"نود بالطبع ان نكون في وضع يسمح لنا بخفض القوات ولكن وفقاً لتقييم كبار المستشارين العسكريين والقادة على الارض فإن هناك اوضاعاً معينة ينبغي تحقيقها لإتاحة ذلك". وبعد مواجهة استمرت أربعة اشهر مع بوش وافق الديموقراطيون الاسبوع الماضي على مشروع قانون بتخصيص 100 بليون دولار لمواصلة تمويل الحرب في العراق من دون تحديد موعد لسحبها كما كانوا يسعون في بادئ الأمر. ومنح هذا الرئيس الاميركي بعض الوقت للمضي قدما في استراتيجيته المتعلقة بالعراق على رغم ان استطلاعات الرأي تشير الى عدم رضا غالبية الاميركيين عن هذه الاستراتيجية. وتعهد الديموقراطيون مواصلة مساعيهم لفرض مواعيد لسحب القوات من العراق وحذر الجمهوريون بوش من أنه، ربما يفقد تأييدهم اذا لم تسفر زيادة القوات عن تقدم بحلول ايلول سبتمبر. وليس في استطاعة بوش الذي يقضي فترة رئاسته الثانية خوض الانتخابات الرئاسية لكن الكثير من الجمهوريين يخشون ان تضر المعارضة العامة للحرب بفرص حزبهم في النجاح. وأقر تشيني بأنه لا يزال هناك"مشوار صعب"في العراق لكنه قال ان على الولاياتالمتحدة ألا تتراجع عن هدفها. وكان تشيني بين أبرز الاصوات في الادارة الاميركية التي تصر على أنه لا يمكن للولايات المتحدة تأييد"سياسة التقهقر"وحذر من أن الانسحاب سيشجع الجماعات المتشددة مثل"القاعدة". وأكدت"نيويورك تايمز"ان هناك نقاشاً داخلياً بين مستشاري بوش ويعتقد أن وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يؤيدان خفض القوات العام المقبل. وقال غيتس وهو يقدم افادة في الكونغرس في وقت سابق هذا الشهر ان تقريراً سيقدمه الجنرال ديفيد بترايوس، القائد العسكري الاميركي في العراق في أيلول حول مدى التقدم الذي سيحدد مستقبل الزيادة في القوات. وأضاف:"أعتقد بأننا نستطيع بدء التفكير في خفض بعض هذه القوات"اذا تبين أن تقدما جيدا تحقق.