اعلن البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش يوشك على اتخاذ قرار حول عديد القوات مستقبلا في العراق، في وقت وصلت فيه حصيلة الضحايا الاميركيين في هذا النزاع الى اربعة الاف. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو انه "من الممكن" ان يتخذ بوش قرارا بحلول يوم الجمعة بمواصلة سحب وحدات اضافية بعد الانتهاء من اول عملية لخفض عديد الجنود الاميركيين في تموز/يوليو، او التوقف لمدة وجيزة لتقييم الوضع. ومن المتوقع ان يرأس بوش اجتماعا لمجلس الامن القومي في وقت لاحق من الاثنين يتم خلاله الاتصال عبر الدائرة المغلقة بالجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق، والسفير الاميركي في بغداد راين كروكر. لكن الناطقة اضافت "لا اتوقع ان يدلي باي تصريح قبل شهادة بترايوس وكروكر امام الكونغرس في الاسبوع الثاني من نيسان/ابريل" وبالتحديد في الثامن من ابريل والتاسع منه. وينوي الجيش الاميركي سحب خمس الوية قتالية اضافية ارسلت الى العراق مطلع العام الماضي في اطار ما يعرف باستراتيجية التعزيزات بحلول تموز/يوليو مما سيؤدي الى تراجع عديد القوات الاميركية في العراق من 158 الف جندي الى 140 الفا. ويدعم بترايوس ووزير الدفاع روبرت غيتس فكرة اعتماد فترة توقف لم تحدد مدتها بعد، قبل اي خفض جديد لتقييم تأثير خفض عدد القوات الاميركية المنتشرة في العراق على الوضع الامني.. وردا على سؤال حول رأي الرئيس الاميركي في الموضوع، قالت بيرينو انه "ليس مستبعدا" ان يوافق بوش على فترة توقف بعد تموز/يوليو. واضافت "ان الرئيس يرى ان لهذه التوصية بعض الفوائد". واضافت ان المحادثات مع بترايوس وكروكر الاثنين تشكل فرصة للرئيس للحصول على "افضل ما لديهما من افكار حول موقعنا راهنا وتوصياتهما للقائد الاعلى" للقوات المسلحة اي الرئيس بوش.. واتى كلامها غداة مقتل اربعة جنود اميركيين في انفجار عبوة زرعت على حافة طريق في بغداد مما رفع عدد القتلى الاميركيين في العراق منذ اجتياحه العام 2003، الى اربعة الاف . وتعليقا على ذلك، قالت بيرينو ان الرئيس بوش "هو بطبيعة الحال متألم جراء ذلك بالذات، لكنه يحزن لكل روح بشرية سقطت بدءا باولى ضحايا هذا النزاع وحتى آخرهم اليوم". وتابعت "انه يتحمل مسؤولية القرارات التي اتخذها ويتحمل ايضا مسؤولية التركيز على ضرورة انجاح" العملية ميدانيا. وقال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الاثنين في القدس "نأسف لكل ضحية، لكل خسارة. يترك ذلك اثرا نفسيا على الرأي العام، لكنها مأساة نعيشها في عالم تحدث فيه تلك الامور". وجرح اكثر من 29 الف جندي اميركي في النزاع وفقا لحصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا الى موقع الكتروني مستقل متخصص في هذا المجال وقد اصيب اكثر من ثلثهم بتشوهات واعاقات. وسقط ما لا يقل عن 97% من الضحايا الاميركيين بعد اعلان بوش انتهاء "المعارك الرئيسية" في العراق في الاول من ايار/مايو 2003. وعلى الرغم من الخسائر، عمد الرئيس الاميركي في كلمة القاها عشية الذكرى الخامسة لبدء الحرب، الى الدفاع عن قراره باجتياح العراق ورفض اي فكرة انسحاب رغم "الكلفة الباهظة في الارواح والاموال". ويقدر البنتاغون بان الحرب كلفت حتى الان اكثر من 400 مليار دولار لكن جوزف ستيغليتس الخبير الاقتصادي حائز جائزة نوبل فيعتبر ان الكلفة الشاملة قد تتجاوز ثلاثة تريليون دولار.