يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفقة زوجته لودميلا إلى فيينا اليوم، في زيارة رسمية تستغرق 24 ساعة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين النمسويين وفي مقدمهم الرئيس هاينز فيشر والمستشار الاشتراكي ألفريد غوزنباور ووزيرة الخارجية أورسولا بلاسنيك. وتكتسب هذه الزيارة التي ستحاط بإجراءات أمنية مشددة، أهمية خاصة كونها تجري في أعقاب فشل القمة الروسية - الأوروبية الأخيرة، وفي ظل علاقات متوترة بين الجانبين، إذ يتوقع أن تحاول النمسا تقريب وجهات النظر في قضايا خلافية بين روسيا وأوروبا على رغم استبعاد نجاحها في ذلك. وفي هذا السياق، أفادت مصادر رسمية بأن الرئيس النمسوي هاينز فيشر يعتزم إثارة ملفات حساسة مع نظيره الروسي تشمل مسألة حقوق الإنسان وضمان حرية الرأي والتعبير، باعتبارهما ركيزتين في المجتمع الديموقراطي الحر، علماً أن فيشر من منتقدي السياسة التي ينتهجها بوتين إزاء معارضيه. وعلى رغم التباين في المواقف، ستحتفي الجهات الرسمية النمسوية بقدوم بوتين وفقاً للبروتوكول المتعارف عليه، إذ تقام للمناسبة مراسم استقبال رسمية تشمل عرضاً عسكرياً وزيارة لمدرسة الخيول الإسبانية الشهيرة في فيينا. وفي المقابل، يتوقع أن يخرج الآلاف إلى شوارع فيينا في تظاهرة سلمية تندد بزيارة بوتين وبسياسته"القمعية"وكمّه للأفواه وتضييقه الخناق على منتقديه. وفي هذا الإطار ستعقد ندوات ومحاضرات"مناهضة لبوتين"ومن أبرزها محاضرة يلقيها الصحافي أندريه بابيتسكي المتخصص في شؤون القوقاز والشيشان والحائز جائزة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للأقلام المدافعة عن الديموقراطية لعام 2000. وستتمحور المحادثات الروسية - النمسوية حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها إذ سيسعى الوفد الاقتصادي الرفيع المستوى المرافق لبوتين إلى إبرام اتفاقات شراكة وتعاون جديدة مع النمسا في قطاع الغاز والفوز بصفقات تبادل تجاري.