كان شهر نيسان ابريل عام 1986 الكارثة على الاتحاد السوفياتي السابق، إذ شهد هذا الشهر كارثة مفاعل شيرنوبيل النووي فاكتست قرية"دفركفشينا"بالغبار النووي وهذه القرية ليست سوى مسقط رأس الهداف الأوكراني اندريا شيفتشينكو، الذي اضطر الى النزوح هو وعائلته مع الآلاف هرباً من الكارثة. وفي ذلك الوقت كان"شيفا"كما يطلق عليه في التاسعة من عمره، عاشقاً للملاكمة بشكل كبير حتى انه كان عضواً في فريق الناشئين الاوكراني، لكنه في النهاية استبعد لصغر حجمه فتوجه الى المستديرة. وبدايته كانت مع فريق ديناموكييف لفريق 14 عاماً ومعه تمكن من الحصول على لقب كأس ايان راش هداف ليفربول الانكليزي الاسطوري، التي اقيمت في ويلز وكانت اولى جوائزه زوجاً من احذية راش الذي سلمه اياه بنفسه. وواصل شيفتشينكو التألق مع ديناموكييف ليصعد الى الفريق الاول موسم 1993-1994. أما هدفه الدولي الاول في صفوف منتخب اوكرانيا فيعود الى ايارمايو 1996 وكان في شباك تركيا، الا ان الانظار جذبت اليه خلال دوري أبطال أوروبا موسم 1997-1998، حين تمكن من تسجيل"هاتريك"في شباك برشلونة الاسباني في المواجهة، التي انتهت برباعية نظيفة لمصلحة فريقه وفي ذلك العام وصل دينامو كييف الى نصف نهائي المسابقة قبل ان يخرج على يد بايرن ميونيخ الألماني. ومع ديناموكييف تمكن من الفوز بلقب الدوري 5 مرات وكان الولد المدلل للمدرب التاريخي الراحل فاليري لوبانوفسكي. وبعد التألق الكبير مع فريقه والثنائي المرعب الذي كونه مع مواطنه سيرغي ريبروف، انتقل الى فريق ميلان الايطالي وقاده للفوز بكأس ايطاليا في موسم 2002-2003 والى لقب دوري ابطال اوروبا عام 2003 على حساب يوفنتوس في المواجهة الشهيرة التي انتهت بركلات الترجيح على استاد"اولد ترافورد"في مدينة مانشستر وبذلك كان اول لاعب اوكراني يفوز بهذا اللقب. ومع حلول العام الماضي 2006، حصل"شيفا"على لقب ثاني هداف في تاريخ النادي الايطالي، بعد ان سجل هدفاً في شباك فريق تريفيزو بعد الهداف الاسطوري غونار نوردال. ومع قدوم امبراطور المال الروسي رومان ابراموفيتش الى تشلسي، حاول ان يستقدم صديقه الشخصي شيفتشينكو بمقايضة مع الارجنتيني هرنان كريسبو، إضافة الى 30 مليون يورو، لكن الصفقة لم تحصل فانتقل كريسبو معاراً فقط. رفع ابراموفيتش الرقم الى 45 مليون يورو، إضافة الى أجر اسبوعي وصل الى 225 الف جنيه استرليني ومع ذلك الصفقة لم تتم وابدى"شيفا"رغبة في البقاء ليتحول الى اسطورة في ميلان على غرار فرانكو باريزي وباولو مالديني وغيرهما من لاعبي ميلان المميزين، الى ان اطلق مدير نادي تشلسي بيتر كينيون تصريحه الشهير"شيفتشينكو هو اللاعب الذي نرغب في ضمه كي نمضي قدماً في حصد الالقاب ليس على الصعيد الانكليزي فحسب انما على الصعيد القاري والعالمي ايضاً". وأخيراً كسب تشلسي الصفقة الكبيرة في 11 ايار عام 2006 واعلن"شيفا"الانتقال وسط صدمة جماهير ميلان معللاً انه يرغب في تربية ولديه جوردان وكريستيان من زوجته عارضة الازياء الأميركية كريستين بازيك في وسط يتحدث الانكليزية، واللافت ان زوجته كانت صديقة لطليقة ابراموفيتش وهي من اقنعت الاخير بضمه الى تشلسي. ويبقى ان نشير إلى أن شيفتشينكو اطلق اسم جوردان على نجله تيمناً بلاعب كرة الاقدم الاسطورة مايكل جوردان. ويرتبط شيفتشينكو بصداقات مهمة ايضاً من خارج الوسط الكروي لعل اهمها مع مصمم الازياء الايطالي الشهير"جورجيو ارماني"وكثيراً ما يشترك في عروض ازياء للترويج له، كما انه فتح دورين للأزياء في كييف وارماني. وعلى رغم ان موسمه كان متوسطاً مع تشلسي وطالبه مورينيو بتحسين مستواه الموسم المقبل اذا اراد البقاء، الا ان شيفا يشعر بالحزن لعدم مشاركته مع فريقه بالفوز بكأس انكلترا السبت الماضي على حساب مانشستر يونايتد، ويقول:"كنت اتمنى اللعب في نهائي كأس انكلترا خصوصاً اننا كنا نريد تعويض خسارتنا لقب الدوري، كما ان اللقاء كان يقام للمرة الأولى على استاد ويمبلي الجديد مع العلم انني لعبت في مناسبتين على الملعب القديم واحدة مع دينامو كييف امام ارسنال، والثانية مع منتخب اوكرانيا ضد انكلترا وخسرنا 1-2". اما عن عدم ظهوره بالمستوى المطلوب مع تشلسي في موسمه الاول فقال:"لم اشك يوماً في تقديم مستوى عادي، لكني اريد بعض الوقت للتأقلم مع الدوري الانكليزي، كما انني يوم التحقت بالفريق كنت مصاباً ومشاركاً في كأس العالم، لذلك اتيت ولياقتي لم تكن في قمتها". ويكشف امر في غاية الاهمية ويقول:"على رغم ما حصل معي هذا الموسم، الا انني لم اشعر ولو للحظة بالندم لتركي ميلان، لكنني اتحسر فقط على الطعام الايطالي واجد صعوبة في التعود على نمط الحياة هنا في انكلترا بعد السنوات الطويلة التي امضيتها في ايطاليا، فتشلسي ناد جديد بالنسبة إلي ولندن مدينة جديدة ايضاً فأرجو منحي مزيداً من الوقت كي استعيد ما فقدته". وعن مستوى الدوري الانكليزي يقول:"في السنوات القليلة الماضية تمكن الدوري الانكليزي من استقطاب عدد كبير من نجوم كرة القدم في العالم، فصار الدوري هنا مميزاً، فقبل 3 سنوات كانت 3 فرق ايطالية تصل نصف نهائي دوري الابطال، اما الآن فتحول الوضع وصارت الفرق الانكليزية هي من تصل، ومن المؤكد ان بطولات انكلترا وايطاليا وإسبانيا هي الأفضل في أوروبا".