حمّل خطباء الجمعة في عدد من المدن العراقية قوات الاحتلال مسؤولية تردي الوضع الأمني، مطالبين الحكومة باجراءات حازمة"لانقاذ الوضع في محافظة ديالى التي تعاني من سيطرة تنظيمات متطرفة على مقدراتها". واتهم ممثل المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في مدينة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني"قوات الاحتلال بعدم الجدية في محاربة الإرهاب من خلال عرقلتها عمل الأجهزة الأمنية واطلاقها العنان للإرهابيين بالتحرك في بعض المناطق رغم الشكاوى الكثيرة التي تتلقاها تلك الأجهزة". وأضاف أن هناك"تحركات غامضة تقوم بها القوات الأميركية، غالباً ما ينتج عنها حدوث انفجارات يسقط إثرها العشرات من الأبرياء"، موضحاً أن"تلك القوات ومن خلال سياستها تريد إبقاء الصراع مع الإرهاب محصوراً في العراق، وبعض الدول الإسلامية وإبعاده عن الدول الكبرى حتى تصبح في منأى عنه". وطالب الكربلائي المسؤولين في الدول المعنية بتحمل"مسؤوليتهم وان يكونوا حذرين لمثل تلك الأهداف التي تسعى إليها السياسة الأميركية"، مضيفاً أن"على هؤلاء الساسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفويت الفرصة على أعداء الأمة الإسلامية، من خلال اتباع السياسة العادلة تجاه شعبهم وإشراكه في العملية السياسية". وانتقد الوضع المتردي الذي تشهده محافظة ديالى وقال انها"أصبحت بؤرة للعصابات الإرهابية التي تقوم بارتكاب الجرائم البشعة بحق الأبرياء من أبناء هذه المحافظة بالإضافة إلى تأسيسها لما يسمى دولة العراق الإسلامية، البعيدة كل البعد عن الإسلام"، محملا قوات الاحتلال المسؤولية"في ما آلت إليه الأوضاع في تلك المحافظة". وقال صالح الحيدري، إمام وخطيب جامع الخلاني في بغداد:"نناشد الحكومة العراقية وكل الخيرين العمل على وقف الدمار الذي يلف محافظة ديالى". وأضاف:"هناك اكثر من 20 ألف عائلة مهجرة من ديالى وليس من جهة تتدخل لانهاء مسلسل العنف هناك". موضحاً ان"الجماعات المسلحة تمارس نشاطاتها باسم الاسلام وهو منها براء". وأضاف:"بالأمس انكشفت ألاعيب تلك الجماعة عندما فجرت عشر سيارات مفخخه في الموصل وهي مدينة سنية"، وتابع:"وأخيراً التقت اهداف المرجعية الشيعية التي تنادي بالعمل على وحدة العراق ومشاريع اخواننا السنة بعملهم على تشكيل مجالس انقاذ لمدنهم ومحاربة الارهاب". من جانبه دعا محمود الصميدعي، امام وخطيب جامع ام القرى في بغداد الحكومة الى"الوقوف في وجه الارهاب". وقال:"نطالب بوقفة حقيقية من الحكومة وابناء الشعب للقضاء على جماعات الارهاب التي تستهدف ابناء البلاد والبنى التحتية والجسور"، ودعا الى"اعادة اللحمة العراقية الى سابق عهدها والعمل على اخراج المحتل بمختلف الطرق من بينها الاسراع ببناء الجيش العراقي الجديد لتولي مهامه الدفاعية". وزاد:"أناشد اطياف الشعب تجنب الاقتتال فالحرب الاهلية صنيعة الاحتلال كي يتسنى له البقاء فترة أطول في العراق". ودعا الجهات المتقاتلة في الناصرية والبصرة والديوانية الى العودة الى"منطق العمل الجاد". من جهة أخرى، حمّل الخطباء والأئمة في بعقوبةايران مسؤولية التدهور الأمني في المدينة، وطالب خطيب جامع التقوى الشيخ حسون البياتي"بمخاطبة ايران رسميا لوقف دعمها الجماعات المسلحة وتنظيم"القاعدة"في ديالى"، واعتبر"فتح ايران حدودها امام الارهابيين وتسهيل عبورهم سببا في قتل المزيد من الابرياء المسلمين والعراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية". واكد ان"الاسلام حرم دم المسلم على المسلم كما حرم ماله وعرضه وعلى ايران تأكيد شعاراتها الاسلامية عمليا وليس اعلاميا". الى ذلك دعا خطيب جامع النور في بعقوبة"حكومة المالكي الى مطالبة ايران بالكف عن إراقة دماء العراقيين وتحمل مسؤولياتها الشرعية". واضاف:"اذا كانت الحكومة العراقية ترغب فعلا ببسط الأمن وانجاح خطة فرض القانون فعليها الزام ايران وقف تصدير الارهابيين والاسلحة المختلفة الى العراق كونها الداعم الرئيسي للتنظيمات الارهابية في البلاد".