أجمعت خطب الجمعة في العراق أمس على إدانة الهجمات التي تعرضت لها ثلاثة فنادق في عمان، وشدد خطيب جامع ام القرى سني على ان الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه الحكومة العراقية والقوات الاميركية ضد المدن، وانتقد ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء الحكومة العراقية لعجزها عن توفير الخدمات الاساسية للعراقيين، وانتقد امام جمعة النجف محاولات ابعاد الاسلاميين عن السلطة في الحكومة المقبلة، فيما دعا الشيخ جواد الخالصي الى دعم مواقف سورية في وجه الضغوط الاميركية التي تتعرض لها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ممثل السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي انتقاده الحكومة العراقية لعجزها عن توفير الخدمات الاساسية، لا سيما الغذاء والمسكن، للعراقيين، وحذرها من خسارة الكثير من رصيدها في الانتخابات المقبلة اذا بقي الوضع على حاله. واضاف ان ذلك"اصاب قطاعات الشعب بحال من اللامبالاة وعدم الرضى عن هذه الحكومة"، مؤكدا انه"اذا بقي الامر على حاله فستخسر هذه الكيانات الكثير من رصيدها، ولن يبقى الحال كما كان عليه في الانتخابات السابقة حيث بدأ البعض التحول من تأييده لهذه الكيانات نحو جهات اخرى". وكان الكربلائي اعلن في 28 من الشهر الماضي ان المرجعية لن تتبنى اي كيان سياسي في الانتخابات المقبلة التي يفترض ان تجرى منتصف شهر كانون الاول ديسمبر المقبل. وفي مدينة النجف 160 كلم جنوببغداد اكد الشيخ محمد الحيدري من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبد العزيز في خطبة الجمعة ان"النخب التي تضمها لائحة الائتلاف العراقي الموحد هي الاقدر على حفظ حقوق الشعب العراقي". وقال:"لا تتذرعوا بما يقوله المروجون الذين يقولون ماذا فعلت لنا هذه الحكومة كي نعيد انتخابها؟". واضاف ان"الواجب الشرعي يحتم عليكم ان تصوتوا لصالح الخط الذي رسمته المرجعية الدينية". واشار الحيدري الى"تآمر على الشعب العراقي". وقال ان"هناك مؤشرات كثيرة تدل على ان هناك عملاً مكثفاً واموالا تصرف من اجل عدم مشاركة الشعب العراقي في الانتخابات". واضاف:"حتى اذا شارك الشعب في الانتخابات فانه لن يصوت لقائمة الائتلاف الموحد او الاسلاميين عموما"، من دون تسمية هذه الجهات. من جانبه، قال الشيخ جواد الخالصي في خطبته في جامعة الإمام الخالصي في الكاظمية ببغداد ان"الانفجارات التي تطاول المدنيين في العراق سواء عبر العمليات الإرهابية او العمليات العسكرية لا تخدم سوى الاحتلال". ولفت الى ان"سورية التي عارضت الحرب على إيران واستقبلت المعارضة العراقية لسنوات تتعرض الى مؤامرة اميركية صهيونية هدفها تركيعها أمام المخطط الاميركي مرة باتهامها باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وأخرى بعدم ضبطها الحدود مع العراق ما يسهل دخول العناصر الإرهابية". وشدد على ان"كل ما يحاك ضد سورية سببه أيضاً دعمها للمقاومة الشريفة في العراق ولبنان وفلسطين"مضيفاً:"ان سورية لم تقدم الأسلحة او الأموال للمقاومة بل تطالب بخروج الاحتلال واستقلال العرب". من جهته، ندد إمام جامع أم القرى في بغداد الشيخ محمود الصميدعي، عضو"هيئة علماء المسلمين"، بتصريحات وزير الداخلية العراقي بيان جبر الذي أعلن تشكيل فرق أمنية لمراقبة خطب أئمة المساجد التي يشتبه بأنها تحرض على الإرهاب، وشدد على ان"تسجيل الخطب ودس المراقبين في الجوامع سيقوض حرية التعبير والرأي". كما اتهم الشيخ محمود مهدي الصميدعي عضو"هيئة علماء المسلمين"التلفزيون العراقي بتزوير الحقائق والاساءة الى رجال الدين السنة. وقال الصميدعي في خطبته من مسجد ام القرى غرب بغداد"ان اعلام اليوم المتمثل بقناة العراقية هو اعلام سوء ويريد زوراً وبهتانا ان يزور الحقائق وان يسيء الى علمائنا". واضاف ان"هؤلاء العاملون في التلفزيون دعموا بالدولارات اليهودية ولا يمكن ان يكون فيهم خير لهذه البلاد. وهذه القناة لا تمثل ابناء البلاد وتريد ان تفرقهم". وحذر الصميدعي من خطورة"الالتفات الى صوت الطائفية الذي تطلقه هذه القناة العراقية يريد ان يسيء الى علمائنا الذين نثق بهم وهم علماء اجلاء". وهدد بمقاضاة هذه القناة"اذا لم تسكت عن هذه الاساءات الزائفة". وحض العراقيين على التكاتف ل"بناء البلد الذي لا يمكن ان يعمره الاجنبي المحتل".