} بدأ الرئيس السوري بشار الاسد امس زيارة للمغرب، تركز المحادثات خلالها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس على كيفية دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الابادة التي تشنها اسرائيل عليه، اضافة الى العلاقات الثنائية التي يرغب الجانبان في تطويرها. ومن المغرب ينتقل الرئيس السوري غدا الى تونس مرورا بالجزائر، لتكون اول زيارة يقوم بها لهذا البلد مسؤول سوري رفيع منذ وفاة الرئيس هواري بومدين العام 1978. اجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس جولة اولى من المباحثات السياسية مع الرئيسي السوري حافظ الاسد الذي بدأ امس زيارة رسمية لمدينة فاس المغربي. وذكرت المصادر ان المحادثات تناولت الموقف الدولي من حماية الشعب الفلسطيني من حرب الابادة التي تشنها القوات الاسرائيلية عليه، وضرورة حشد الدعم للقضية الفلسطينية وتنسيق المواقف في اطار تحركات عربية تشمل اوروبا والولايات المتحدة، في ضوء زيارات مرتقبة للعاهل المغربي الذي يرأس لجنة القدس لالمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. واضافت المصادر ان المحادثات تناولت ايضا الانفراج بين سورية والعراق وخطوات انفتاح الرباط التي ابرمت اتفاقا الاسبوع الماضي مع بغداد تناول احداث مناطق للتبادل التجاري الحر. واثيرت خلال اللقاء الاوضاع في المنطقة المغاربية، خصوصا ان الاسد سيزور كلا من الجزائروتونس بعد المغرب. واوضح مسؤول مغربي رفيع المستوى ل"الحياة" ان المحور الثنائي في علاقات البلدين يشكل ابرز القضايا المتداولة في القمة السورية - المغربية.وعاد الى الاذهان ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يظل محدودا على رغم ابرام اتفاقات للتعاون في قطاعات اقتصادية وتجارية عدة. وتوقع زيادة حجم التبادل في ضوء ابرام اتفاقات جديدة. وذكرت مصادر مغربية أن الرياضودمشق قررتا استحداث لجنة عليا للتعاون الاقتصادي برئاسة رئيسي حكومتي البلدين على غرار اتفاقات في هذا الشأن موقعة بين عدد من الدول العربية بهدف إقامة منطقة حرة للتبادل التجاري في الأمد المتوسط تفضي إلى انشاء سوق عربية مشتركة يسبقها تنسيق التشريعات والقوانين وخفض الرسوم الجمركية. وكان الرئيس السوري وصل ظهرا الى مطار فاس - سايس حيث استقبله الملك محمد السادس. واجتاز الموكب شوارع المدينة وتوقف في ساحة باب "المكينة" التي اقيم عليها اول مصنع للسلاح في التاريخ المغربي، حيث جرت مراسيم الاستقبال الرسمي في حضور شخصيات مدنية وعسكرية. واقام العاهل المغربي ليل امس مأدبة عشاء تكريما للرئيس السوري الذي سيتوجه اليوم الى الرباط للاجتماع مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبد الرحمن اليوسفي ورئيسي مجلس النواب السيد عبد الواحد الراضي والمستشارين السيد مصطفى عكاشة. في الجزائر، قالت مصادر حسنة الإطلاع أن الرئيس السوري سيقوم غدا بزيارة قصيرة للعاصمة الجزائرية يلتقي خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ورفضت مصادر في الخارجية الجزائرية التعليق على النبأ، لكن مصدرا موثوقا به في الرئاسة أكد ل"الحياة" الزيارة، ملاحظا أنها الأولى يقو بها مسؤول سوري كبير للجزائر منذ رحيل الرئيس هواري بومدين العام 1978. واعربت المصادر عن الاعتقاد بأن الزيارة ستكون فرصة لتسوية قضايا خلافية بين البلدين، تتعلق اساسا باتهام دمشق بالتعامل مع مع عناصر الجماعات الإسلامية خلال السنوات الماضي، وبالدعوة التي وجهها بوتفليقة الى الدكتور رفعت الاسد الى الجزائر، في تموز يوليو 1999. وكان الرئيس الجزائري زار دمشق غداة وفاة الرئيس حافظ الأسد.