سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عون يتعهد إطلاق مبادرة للاستحقاق الرئاسي لم يطلع حلفاءه على مضمونها . تحذير عربي ودولي من حكومة ثانية في لبنان وبري يسعى إلى التوافق لحماية النظام العام
يعترف عضو بارز في المعارضة بأن جميع الأطراف في مأزق وان الأزمة تجاوزت الخلاف على الحكومة الى مسألة الحفاظ على النظام العام في لبنان من خلال التوافق على رئيس جديد للجمهورية للحؤول دون القضاء على التجربة الديموقراطية وقاعدتها الأساسية تأمين الانتقال الهادئ للسلطة، وإلا فإن البلد ذاهب الى الفوضى السياسية وما يترتب عليها من تداعيات أمنية. ويضيف العضو، وهو مقرب جداً من حركة"أمل"ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرى المشكلة أبعد من الخلاف على الحكومة، وتتعداه الى تهديد مصير النظام. وهو يعتقد بأن قضية تشكيل الحكومة أخذت تتراجع لمصلحة التوافق على رئيس الجمهورية وهذا ما يفسر إصراره على التعاون مع البطريرك الماروني نصر الله صفير وغيره لتجاوز الاستحقاق الرئاسي بهدوء ومن دون إلحاق أي ضرر بالصيغة اللبنانية لأن البديل سيكون حتماً جر البلد الى المجهول. ويؤكد العضو نفسه ل"الحياة"ان بري عندما حدد 25 ايلول سبتمبر المقبل، موعداً لعقد جلسة انتخاب الرئيس على رغم كونه بداية احتساب الشهرين، وهي المهلة الدستورية المحددة لاختيار خلف لرئيس الجمهورية اميل لحود، أراد ان يضغط على الجميع بغية التوافق على الرئيس لأنه يدرك خطورة انقضاء ولايته من دون اجتياز الاستحقاق الرئاسي بأمان. وكشف العضو ان بري أراد ان يميز نفسه عن بعض حلفائه ممن يراهنون على إحداث فراغ او الذين يلومونه على استعجاله الدعوة الى التوافق، معتبرين انه كان الأجدر به التريث في دعوته الى بلورة تصور موحد لقوى المعارضة في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي. ويوضح المعارض ان حلفاء أساسيين لبري كانوا يتمنون ان يدرج دعوته الى التوافق بنداً أخيراً في برنامج المعارضة، بدلاً من طرحها كأولوية دون العودة الى حلفائه الذين يعتبرون انه قطع عليهم طريق المناورة في المعركة الرئاسية. ويضيف العضو ان بعض حلفاء بري كانوا ينتظرون منه ان يحذو حذو حليفه الأول الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله لجهة تأكيد ان للمعارضة مرشحها للرئاسة في إشارة الى تبنيه غير المباشر لترشح رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون، إضافة الى انه لم يظهر أي حماسة لتلويح لحود ومن خلفه قوى رئيسة في المعارضة بتشكيل حكومة ثانية على رغم انه يعتبر بقاء الحكومة الحالية مخالفة للدستور وان إنتاج حكومة جديدة يشكل مخالفة مماثلة للأولى. ويؤكد العضو ان عون لم يكن مرتاحاً الى دعوة بري الى التوافق لأنها تناقض صراحة طرحه انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب لمرة واحدة او إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مشيراً الى ان عون"آخذ على خاطره"من بري الذي أوفد اليه أخيراً النائب علي حسن خليل والمسؤول في حركة"أمل"أحمد بعلبكي لتهدئته، خصوصاً ان ما يشاع عن استعداده لإطلاق مبادرة رئاسية يبقى في إطار لفت الأنظار اليه في ضوء المعلومات المتوافرة ل"الحياة"من انه لم يبادر حتى الساعة الى استمزاج رأي حلفائه في عناوينها تمهيداً لبلورة تصور مشترك يلقى دعم المعارضة وعلى رأسها"أمل". وينقل العضو المعارض عن زوار عون أخيراً تساؤلهم عن عناوين مبادرته وأسباب عدم تصريحه بها، ولو من باب التشاور أو إعطاء العلم فقط. ولم يقلل هذا العضو من حجم التهويل السياسي الذي تتبادله الموالاة والمعارضة، مستغرباً في الوقت نفسه ما أخذ يشيعه بعض المعارضة من احتمال التوافق على تصور مشترك يقوم على تشكيل حكومة حيادية تمهد لانتخاب رئيس انتقالي لمدة سنتين، يتعهد التحضير لإجراء انتخابات نيابية مبكرة او في موعدها على ان ينتخب البرلمان الجديد رئيساً جديداً لست سنوات. وعلى هذا الصعيد نفت مصادر قيادية في الأكثرية علمها بوجود أي سيناريو خاص بانتقال السلطة تسبقه مرحلة انتقالية، مؤكدة ان كل ما يشاع يأتي في إطار حرب أعصاب يشنها بعض المعارضة التي ما زالت تراهن على عدم تمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد وبالتالي إدخال البلد في فراغ سياسي. واتهمت المصادر نفسها بعض المعارضة بأنه لا يريد إجراء الانتخابات الرئاسية انسجاماً مع الاتجاه السوري الى تعقيد الوضع في شكل يدفع المجتمع الدولي الى الانفتاح على دمشق والإصغاء الى مطالبها في لبنان لمنع اندلاع الفوضى السياسية والأمنية. وأكدت المصادر صحة ما تردد أخيراً عن ان لحود كلف مسؤولاً غير مدني ان ينقل الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان عرضاً بتعيينه رئيساً لحكومة انتقالية بذريعة انه لا يسلم زمام الأمور في لبنان لحكومة لا يعترف بشرعيتها أو دستوريتها، لكن الأخير رفض العرض ولم يدخل في تفاصيله منسجماً مع مواقفه المعلنة بعدم إقحام المؤسسة العسكرية في الخلاف الداخلي. ولفتت المصادر الى ان لحود يميل الى تكرار تجربة الرئيس السابق أمين الجميّل عندما أوكل رئاسة الحكومة فور انتهاء ولايته عام 1988 الى قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون، وقالت انه يرمي من خلال اقتراحه الى تعميم الفوضى في لبنان وهذا ما دفع قائد الجيش الى رفض عرضه جملة وتفصيلاً. وأضافت ان استعادة المشهد السياسي للتمرد الذي قاده عون سابقاً لقيت رفضاً مطلقاً من العماد سليمان الذي يقود المؤسسة العسكرية المكلفة الحفاظ على النظام العام ويحرص على عدم الدخول فريقاً في"العروض الانقلابية"، مشيرة أيضاً الى ان بعض القوى المعارضة تضغط لتشكيل حكومة ثانية يمكن ان تجر البلد الى حروب إلغاء من نوع جديد قد تدفع المجتمع الدولي لتجديد تفويضه لسورية في لبنان. ورأت المصادر في اقتراح لحود محاولة غير قابلة للحياة وعزت السبب الى وجود قرار عربي ودولي بعدم الاعتراف بحكومة ثانية والتعامل معها على اساس أنها تخطط لتنفيذ انقلاب في البلد، وقالت ان هذا الموقف تبلغه معظم الأطراف وان بعضهم أخذ يردد ان أي شخص يوافق على ترؤس هذه الحكومة سيعرض نفسه للملاحقة الدولية على خلفية فرض حظر دولي على سفره الى الخارج. ولم تستبعد مصادر وزارية وأخرى نيابية إمكان تجديد المساعي السعودية - الإيرانية في اتجاه لبنان، بعد إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع في محاولة لاستيعاب التأزم وإنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال دور لبرلمان. وأكدت ان المهمة الرئيسة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية في بيروت ديفيد ولش تمحورت حول إعادة الاعتبار للشراكة المسيحية على قاعدة الحضور المسيحي الفاعل في انتخابات الرئاسة وعدم الرضوخ للضغوط الهادفة الى مقاطعة الانتخابات، وهو يلتقي مع صفير في تحركه لإحباط تهميش موقع الرئاسة او الرهان على عدم إجراء الانتخابات.