تقترب دوشكا، الهندية التي تعمل في قطاع العلاقات العامة، من الشاب الإماراتي وتهمس في أذنه:"هل تحب نجم بوليوود آميتا باتشاب؟ بوسعك أن تمارس التمارين الرياضية في النادي ذاته الذي يتردد عليه. في منطقة جوهو في بومباي، نرحب بك في فندقنا". يزدحم"سوق السفر العربية"، الذي تستضيفه دبي، بدعوات شبيهة. يتوزع مئات الشباب من مندوبي الفنادق وشركات السياحة العالمية في الصالات والزوايا ويمطرون الزوار"بالنصائح"الترويجية. تحضر الهند بقوة هذه السنة. ثمة رغبة غير معلنة في تسويق"وجه آخر"لبومباي في دبي، بالذات، في المدينة التي يسيطر على أكثر من 60 في المئة من تركيبتها السكانية... الهنود أنفسهم. جهود رسمية، تمثلت بزيارة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أخيراً للهند، وتأكيده عمق الصداقة التي تجمع الشعبين، إضافة إلى جهود شعبية وتسويقية، برزت بقوة في مشهد المدينة، مترافقة مع تقارير المنظمات الإنسانية عن ظروف صعبة يعيشها العمال، و"روائح عنصرية"يكنها بعض الجنسيات الأخرى تجاه"الشعب الحارّ". "ليسوا فقط عمالاً يرشحون عرقاً وهم يبنون الأبراج. ليسوا عمال برج دبي فقط. للهند تاريخ وحضارة، وفيها عيش رغد وسينما محبوبة"، يقول جيسون، مسؤول التسويق في فندق ماريوت في العاصمة الهندية، راغباً"بإغراء"شباب الخليج"الذين يحبون نجمات بوليوود بزيارتنا وقضاء وقت في الفندق ذاته... تكون في الكافيتيريا ومعك نجمة فيلم"فناء"الجميلة كاجول، بحذائها الرياضي وزيها البسيط". آميتا باتشاب، الذي يتردد بكثرة على دبي، مروجاً عبر مهرجان"أيفا"لصناعة بوليوود،"يعيش على بعد أمتار من الفندق". في المقابل، يقول مسؤول في شركة الطيران الهندية إنهم ثبتوا أخيراً لافتات إعلانية تروّج لزيارة دبي في شوارع كثيرة في العاصمة الهندية. ويقول الإعلان الذي يظهر صورة الجمل والعربي ذي"الشوارب"المفتولة، إن دبي"صارت أقرب"، ويشير بالإنكليزية إلى عبارة"مرحباً دبي"، وهي العبارة التي يعرفها الهنود جيداً، بفضل بث تلفزة الهند مشاهد لنجوم السينما وهم يرددونها."ثبتنا اللافتة في منطقة مزدحمة قريبة من الشاطئ الذي يتواجد عليه بكثافة عدد كبير من العمال الهنود، الذي يقصدونه في فترة إجازاتهم"، يضيف المسؤول عينه. ويظهر الإعلان شاباً اسمه آجي 21 سنة، يعمل دهاناً على سفن تصدير السيارات، يقول إنه"يحلم بالذهاب الى دبي أولاً". وفي إعلان آخر يظهر سمير الذي يقول:"أعرف كثيرين في القرية ذهبوا إلى دبي للعمل. يرسلون مالاً وفيراً إلى زوجاتهم، واشترت بعضهن ستائر جديدة ودهنن السور وثبتن أيقونة دينية على باب المنزل". وتتحدث دوشكا عن استعانة الآلة التسويقية الهندية بالأزياء والنجوم من الممثلين والمغنين من أجل ترويج دبي، طمعاً بجهود مقابلة من الطرف الآخر تروج وجهاً"مشرقاً"لبومباي. وتروي قصة إحدى المغنيات الهنديات العريقات، واسمها لاتا شار، التي أعلنت امتعاضها من بناء جسر في مواجهة البيت الذي تسكنه، وهددت البلدية بأنها ستغادر بومباي إذا مضت في مخططها، قائلة:"سأذهب للإقامة في دبي".