"لا نستطيع تحديد ماهية اهداف ونيات الهجوم على الجسور بالضبط ... لكن من الواضح ان المسلحين يريدون نشر الرعب وجعل الحياة أصعب على العراقيين وتدمير وحدة العلاقات بين ضفتي نهر دجلة". هكذا علقت القوات الاميركية، على لسان الادميرال مارك فوكس رئيس فرق الاتصالات، على استهداف الجسور في العاصمة العراقية، التي كان آخرها يوم الجمعة الماضي حين فُجرت ثلاثة جسور مهمة بسيارات مفخخة هي جسرا ديالى القديم والجديد جنوببغداد وجسر التاجي شمال العاصمة ما اسفر عن مقتل 26 شخصاً وجرح العشرات وادى الى اضرار بالغة في هذه الجسور التي جاء تفجيرها على رغم الاجراءات الامنية المشددة التي تطبقها الاجهزة الامنية ونشر العديد من نقاط التفتيش عليها. وقال عبدالكريم خلف، الناطق باسم وزارة الداخلية ل"الحياة"ان"الاستراتيجية الجديدة للارهابيين هي استهداف الجسور الرئيسية في بغداد بهدف قطع جانب الكرخ والرصافة"مشدداً على ان"قيادة خطة فرض القانون اتخذت مجموعة من الاجراءات لوقف استهداف الجسور، منها تكثيف السيطرات الثابتة عند مداخل الجسور ومخارجها". ويعتبر المراقبون ان استهداف الجسور الثلاثة الجمعة تصعيد خطير في"حرب الجسور"التي اعلنتها الجماعات المسلحة، وفشلاً في الاجراءات الامنية المشددة التي تتخذها الحكومة العراقية منذ تطبيق خطة فرض القانون في 14 شباط فبراير الماضي. ومن الجسور التي فجرت اثناء الخطة الامنية جسر محمد القاسم، الذي يربط الطرق السريعة الرئيسية في بغداد في آذار مارس الماضي، تلى ذلك تدمير جسر الصرافية شمال بغداد الذي يربط منطقتي الاعظمية والعطيفية على ضفتي نهر دجلة اثر انفجار شاحنة ملغمة وسط الجسر في 12 نيسان ابريل الماضي. كذلك انفجرت في الشهر نفسه سيارة مفخخة على جسر الجادرية الذي يربط بين مناطق الكرادة والقادسية والبياع والسيدية جنوببغداد. وتضم بغداد 13 جسراً، منها 11 على نهر دجلة واثنان على نهر ديالى، فيما تنتشر داخل المدينة عشرات الجسور والانفاق. وتعرض معظم هذه الجسور في حرب العام 1991 الى القصف الاميركي الذي دمر عدداً منها، واهمها الشهداء والاحرار، كما دمر جسرا الجمهورية و14 تموز بالكامل. وبعد سقوط بغداد في نيسان 2003 أغلقت القوات الاميركية العديد من الجسور، وأبرزها جسر 14 تموز المعلق القريب من القصر الجمهوري الذي اصبح مقراً للسفارة الاميركية في بغداد ضمن"المنطقة الخضراء"وسط العاصمة. كما اغلق جسر الاعظمية الذي يربط منطقتي الاعظمية والكاظمية شمال بغداد ويتم قطع جسري السنك والجمهورية اثناء كل جلسة من جلسات مجلس النواب العراقي، وعند دخول وخروج موظفي"المنطقة الخضراء". اما جسر باب المعظم، القريب من شارع حيفا، فيغلق باستمرار مع المواجهات المسلحة التي تندلع في هذا الشارع. وجسرا المثنى وديالى من الجسور المعطلة منذ اربع سنوات بسبب الاضرار الكبيرة التي لحقت بهما في الحرب الاخيرة عام 2003 بفعل المواجهات المسلحة بين القوات العراقية والاميركية. ويبدي العديد من السياسيين مخاوف من استهداف البنى التحتية للمواصلات في العراق الذي يتبناه تنظيم"القاعدة"في العديد من المناطق. وحذّر مصدر مقرب من"مجلس انقاذ الانبار"من ان"تنظيم القاعدة بدأ يستهدف كل المؤسسات والمباني المهمة في العراق، خصوصاً في بغداد، وهناك خشية من استمرار تعرض الجسور والطرق العامة للاستهداف"مشيراً الى"ان اهم جسرين في الانبار تسيطر عليهما القوات الاميركية أما الطرق السريعة الخارجية فهي تحت سيطرة العشائر".