تلقت الخطة الامنية الاميركية - العراقية التي انهت اسبوعها التاسع، ضربتين موجعتين امس. الاولى نسف جسر الصرافية الذي يربط منطقتي "الاعظمية" السنية و"العطيفية" الشيعية على ضفتي نهر دجلة. والثانية تفجير انتحاري، في مقهى استراحة النواب كافتيريا في مبنى البرلمان العراقي، ادى الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم ثلاثة نواب سنيان وشيعي وجرح 30، بينهم نواب، جروح بعضهم شديد الخطورة. وهدد تنظيم"القاعدة"امس معارضيه من الاحزاب والسياسيين والمسلحين السنة ب"قطع اعناقهم"في وقت أثارت تهديدات تركية باجتياح"كردستان العراق شمالا مخاوف داخل الاقليم الكردي. راجع ص2 و3 ووصف العراقيون تفجير الجسر الحديدي القديم، الذي بناه الانكليز في العهد الملكي، بانه يجسد محاولات تقطيع جميع الاواصر بين الطائفتين الكبيرتين في العراق في وقت سربت مصادر امنية في البرلمان معلومات الى وكالة"اسوشيتدبرس"الاميركية تفيد ان الانتحاري، الذي فجر نفسه عند ماكينة الدفع في الكافتيريا وتحول اشلاء، هو احد مرافقي نائب سني كان رفض ان تفتشه قوات الامن عند دخوله الى المنطقة الخضراء. ووسط صيحات غضب اطلقها سكان في منطقة الاعظمية والعطيفية على ضفتي نهر دجلة تهاوى جسر الصرافية الحديدي احد ابرز معالم بغداد بانفجار شاحنة مفخخة وتلغيم احد ركائزه وفق ما قالت الشرطة العراقية. وقال شهود عيان ان شبابا من الحيين انقذوا حياة نحو عشرة اشخاص سقطت بهم مركباتهم في النهر خلال التفجير فيما قتل 12 شخصا، بينهم 4 غرقاً، واصيب نحو 22 آخرون. وقال مصدر في وزارة الداخلية ل"الحياة"ان انهيار الجسر"لم يحدث بسبب السيارة الملغومة فقط انما كانت احدى عوارض الجسر ملغمة بعبوات ناسفة ما ادى الى انهيار عوارضه الحديدية". وشكك رئيس مجلس النواب محمود المشهداني في صحة الرواية الرسمية لتفجير الجسر مشيراً الى"مؤامرة" تستهدف عزل جانب الكرخ عن الرصافة في العاصمة. وطالب الأجهزة الأمنية بتقديم تفسير عن سبب اغلاق القوات الامنية الجسر قبل ساعة واحدة من نسفه. ودعا اعضاء مجلس النواب الى جلسة استثنائية اليوم الجمعة لتحدي مخططي التفجير الانتحاري في المجلس الذي ادى الى مقتل النواب محمد عوض سني من جبهة الحوار وطه اللهيبي سني من جبهة التوافق ونيامى المياعي شيعي من الائتلاف واصابة ما يصل الى 30 شخصاً بجراح بينهم نواب وعدد من الصحافيين والموظفين. واشارت القوات الاميركية، التي طوقت مكان الحادث مباشرة، الى حدوث اختراق امني فيما استبعد صحافيون ونواب مثل هذا الاختراق وسط تشديد امني واسع يشمل تعرض جميع الداخلين الى المنطقة الخضراء الى التفتيش بشتى الوسائل على يد نحو ست نقاط تفتيش عراقية واميركية ما يبرر اعتبار الحادث الاخطر من نوعه وسط اجراءات الخطة الامنية المعول عليها اميركياً وعراقياً. ووسط الفوضى، التي سادت مكان الانفجار، قال صحافيون ل"الحياة"ان نواباً تبادلوا الاتهامات بانتظار السماح لهم بمغادرة المجلس. ودان الرئيس جورج بوش الانفجار مستثمرا الحادث لدعم موقفه من حرب العراق بمواجهة معارضيه بالاشارة الى ان"منفذ العملية من نوع لا يتوانى عن التوجه الى واشنطن لتنفيذ عملية مشابهة". وكان تنظيم"القاعدة"هدد امس ب"قطع رؤوس"المعارضين. وقال"ابو سليمان العتيبي"الذي عرف نفسه باسم"القاضي الشرعي لدولة العراق الاسلامية"في رسالة مصورة:"احذر القوم الذين اتخذوا من المكر سلاحا... من ارباب الحزب والسياسة"واضاف، مشيراً ضمناً الى الخلافات التي اتسعت اخيراً بين"القاعدة"ومجموعات مسلحة عراقية"سنقطع الايدي ونضرب الاعناق". وكان الناطق باسم"الجيش الاسلامي"ابراهيم الشمري اكد في لقاء تلفزيوني الاربعاء ان تنظيم"القاعدة"يمارس اعمال قتل ضد عناصر المجموعات الاخرى مشيراً الى قبول وساطة دول مثل روسيا وتركيا والاتحاد الاوروبي للخوض مفاوضات مع الولاياتالمتحدة. وفي كردستان سادت اجواء القلق الاقليم الشمالي امس على وقع تهديدات اطلقها رئيس الاركان التركي الجنرال يشار بيوك انيط عن امكانات اجتياح الاقليم. واكد استعداد الجيش لشن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق في حال صدرت الاوامر له بذلك. واعتبر ان مثل هذه العملية ستكون مفيدة جدا و ناجحة مشيراً الى ضرورة التحرك عسكرياً وبشكل جدي ضد الحزب، لكنه استدرك قائلاً"ان المسألة تحتاج الى قرار سياسي ومراعاة القوانين الدولية". ونفى ان يكون طلب من الحكومة شن الهجمات.