سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم يعتذر عن المشاركة في حرب العراق وقال "فعلت ما اعتقدته صواباً" . بلير يعتزل بعد 47 يوماً ... وحكم 122 شهراً و "العمال" ينصب براون زعيماً في 24 حزيران
أعلن رئيس الحكومة البريطانية توني بلير، في كلمة وجهها الى البريطانيين والعالم من نادي حزب العمال في دائرته الانتخابية سيجفيلد واستغرقت 17 دقيقة، انه سيستقيل من منصبه في 27 حزيران يونيو المقبل بعد 122 شهراً في السلطة بدأت في الثاني من أيار مايو 1997 و13 عاماً على تسلمه زعامة حزبه، وبعدما ارسل بالتوافق مع الرئيس الاميركي جورج بوش، القوات البريطانية للمشاركة في حربين كبيرتين في افغانستانوالعراق كبدتاها حوالي 202 قتلى. وسيُعلن حزب العمال، في مؤتمر استثنائي يُعقد في 24 الشهر المقبل، اسم زعيمه الجديد الذي سيخلف بلير في رئاسة الحكومة والمتوقع ان يكون وزير الخزانة غوردون براون. وسيتوجه بلير صباح الاربعاء الاخير من الشهر المقبل الى قصر باكنغهام ليقدم استقالته رسمياً الى الملكة ويعود الى 10 داوننغ ستريت ليسلم براون مسؤوليات رئاسة الحكومة على ان يُصدر براون في اليوم نفسه قرارات تعيين الوزراء الرئيسيين في حكومته الاولى. وقال بلير الذي تحدث وهو يبتسم،"لكن الحزن كان يعصر قلبه"كما قال زعيم الحزب السابق نيل كينوك، مخاطباً انصاره ومحازبيه وحشداً من مراسلي الاعلام ومناهضي الحرب"لقد عدت الى المكان الذي انطلقت منه في مسيرتي السياسية وحيث ستنتهي... ان الحزب سينتخب الآن زعيماً جديداً سيتسلم السلطة في 27 حزيران المقبل". واضاف، من دون ان يعتذر عن مشاركته في حرب العراق،"أقول لكم شيئاً واحداً وأقسم على ذلك انني فعلت ما رأيت انه الصواب، قد أكون مخطئاً، انتم تقررون ذلك، لكن صدّقوا شيئاً واحداً... لقد فعلت ما اعتقدت انه الصواب لبلادنا". وشدد على ان توقعاته كانت عالية جداً عند تسلمه الحكم وانه"لا يزال متفائلاً بعظمة بريطانيا". واستعرض بلير الانجازات التي حققتها حكومته منذ تسلمها السلطة العام 1997، وقال إن حكومته هي الوحيدة منذ العام 1945 التي تمكنت من خفض نسبة البطالة وتحقيق النمو الاقتصادي المستمر. وفي مجال السياسة الخارجية ركز بلير على ان بريطانيا"كانت تقود ولا تُقاد". وعن هجمات 11 ايلول قال انه قرر"الوقوف الى جانب الولاياتالمتحدة في افغانستان والحرب على العراق"، مشيرا الى انه"يجب النظر الى عمق الأمور لأن الارهابيين لن يستسلموا، لذا لا يمكن لنا ان نفشل". وكانت شعبية بلير بدأت تتراجع منذ العام 2003 ما خفض غالبيته النيابية الى النصف في انتخابات العام 2005. وفي ايلول الماضي أجبره تمرد حزبي على اعلان تنحيه في غضون عام ممهداً الطريق أمام تولي براون السلطة. ويترك بلير بريطانيا أكثر ثراء مما ورثها عن حزب المحافظين، لكنها اصبحت بلداً لا يستطيع سوى الاثرياء العيش فيه براحة بعدما نما اقتصادها بقوة واصبح الجنيه يساوي دولارين وزاد بشكل كبير نفوذ الشركات الدولية، بعدما اكملت حكوماته بيع المصالح البريطانية الى اصحاب رؤوس الاموال مكملاً، ما بدأته رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر، بتخصيص القطاع العام. وسيتذكر البريطانيين ان بلير أنهى المشكلة الايرلندية وحلها وتوجها بإقناع طرفيها بالمشاركة في حكم المقاطعة. ويلوم كثير من البريطانيين بلير ويعتقدون ان سياسته الاجتماعية"كانت اسوأ من سياسة حزب المحافظين". وافاد استطلاع للرأي نشرته"ذي غارديان"امس بأن 60 في المئة من الناخبين يعتقدون انه سيُذكر لبلير"انه كان قوة وراء التغيير وان هذا التغيير لم يكن دوماً للصالح العام".