استولى اكثر من مئة من عناصر حركة "طالبان" ليل الخميس - الجمعة على كبرى مدن ولاية زابول جنوب شرقي افغانستان المحاذية للحدود مع باكستان. كما قتلوا خمسة حراس امنيين في هجوم على شركة افغانية للبناء على الطريق السريع بين كابول وقندهار قرب قلعة موسى كبرى مدن الولاية. وأوضح غلام شاه علي خيل، الناطق باسم حاكم ولاية زابل، ان مقاتلي"طالبان"قدموا من جهات عدة، وهاجموا اقليم خاك افغان، مشيراً الى ان الشرطة الافغانية اختارت"تكتيك"الانسحاب من الاقليم. وفيما تنشر القوات الدولية للمساعدة في ارساء الامن ايساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو جنوداً اميركيين ورومانيين في الولاية، اعلن ناطق باسمها انه ليس من المقرر شن اي هجوم حالياً لاستعادة الاقليم. وجاء الهجوم بعدما اطلقت قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني الشهر الماضي هجوماً واسعاً في ولاية هلمند الجنوبية، حيث سيطرت"طالبان"على عدد من المناطق. وفي العاصمة كابول، قتل ستة اشخاص على الاقل بينهم شرطي لدى تفجير انتحاري سيارة مفخخة قرب مبنى البرلمان، وذلك قبل ساعات من تنظيم احتفال في كابول في مناسبة نقل قيادة 2300 جندي من"ايساف"من الجنرال الفرنسي بيار جو فيلييه الى نظيره التركي قاسم ايرديم. وقال قائد الشرطة في كابول عصمة الله دولتازاي إن"الانتحاري فجر السيارة بعدما أوقفه رجال الشرطة، ما أسفر أيضاً عن جرح أربعة أشخاص". واعتبر هذا الهجوم الانتحاري الثالث في كابول هذه السنة، في وقت تشهد العاصمة هجمات انتحارية قليلة مقارنة بالولاياتالجنوبية، في ظل خضوعها لمراقبة مشددة من القوات الحكومية وجنود حلف الاطلسي والتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ونفذ الهجوم الاخير في كابول الأسبوع الماضي، واستهدف سوقاً فيها ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح 12 آخرين. وشهدت افغانستان العام الماضي الاعتداءات الاكثر دموية منذ اطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001، وقتل اكثر من 4000 شخص، فيما يتوقع قادة عسكريون كثيرون ومحللون ان تشتد المعارك هذه السنة. كارزاي في غضون ذلك، اعترف الرئيس حميد كارزاي بأنه التقى مقاتلين من"طالبان"في محاولة لاعادة السلام الى البلاد، وحض عناصر الحركة على القاء اسلحتهم. وقال:"عقد مسؤولون حكوميون منذ فترة طويلة لقاءات مع ممثلين عن طالبان، والتقيت بعضهم شخصياً"، من دون ان يعطي أي تفاصيل عن مضمون المحادثات. وزاد:"نرحب دائماً بعناصر طالبان الذين ينتمون الى البلاد، لكننا لن نناقش اتفاقات مع مقاتلين اجانب يلقون دعماً من دول مجاورة مثل باكستان، وسنسعى الى ابادتهم، اذ انهم يدمرون حياة الافغان ويقتلونهم". ولبى مئات"الطالبانيين"دعوة المصالحة التي اطلقتها الحكومة في الاعوام الخمسة الاخيرة، لكن القادة الكبار في الحركة رفضوا اجراء أي محادثات في ظل استمرار عمليات"الاحتلال الاجنبي"لافغانستان، ونجحوا لاحقاً في تجنيد اشخاص جدد للانضمام الى التمرد. وفي مزار الشريف شمال، عثرت القوات الألمانية بعد ساعات قليلة من وصول طائرات الاستطلاع من طراز"تورنادو"على قنبلة من مخلفات الحرب في ممر للهبوط. وأكد ناطق باسم القيادة المركزية للجيش في مدينة بوتسدام ان موقع القنبلة الروسية التي تزن نحو 250 كيلوغراماً لم يشكل أي خطر على الطائرات أو الطيارين،"لكنها فجرت لأن إبطال مفعول القنبلة اعتبر خطراً"ووصف الحادثة بأنها"عادية للغاية"، باعتبار أن الأماكن التي شكلت ساحات لمعارك في الماضي يوجد فيها بعض المخلفات القديمة. باكستان اندلعت معركة بالأسلحة بين مسلمين سنة وشيعة في بلدة كورام القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن جرح حوالى 20 شخصاً. وفرضت مديرية كورام حظر تجول في المنطقة، واستدعت الجيش بعد تبادل النار بين أفراد الطائفتين. وتشهد باكستان أعمال عنف طائفية منذ الثمانينات من القرن العشرين قتل فيها آلاف الأشخاص، على رغم ان الغالبية الكبيرة من السنة والشيعة تعيش في سلام.