قال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى ل "الحياة" امس ان اتفاقاً جرى بين رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي ودمشق على "استمرار الحوار" طالما استمرت ادارة الرئيس جورج بوش ب "التشبث بمواقفها". وكانت بيلوسي نقلت الى الرئيس بشار الاسد"رسالة"من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تؤكد رغبته بالسلام مع سورية. ونقلت مصادر اميركية ل"الحياة"عن اولمرت قوله الى بيلوسي انه"سعيد لأنكم ذاهبون الى دمشق، واسرائيل راغبة بايصال رسائل الى دمشق عن رغبتها بالسلام والانخراط لتحقيق ذلك"، قبل ان يطلب من بيلوسي ابلاغ الاسد مضمون موقفه، مع"التشجيع"على زيارة دمشق على عكس موقف البيت الابيض الاميركي. واوضحت مصادر اخرى:"عندما ابلغت بيلوسي هذا الموقف الى الجانب السوري، استغرب السوريون باعتبار ان اولمرت يعلن عكس ذلك علانية". وتابعت:"لكن كان هناك حرص سوري على ابلاغ بيلوسي ان دمشق راغبة باستئناف مفاوضات السلام لتحقيق السلام العادل والشامل بما يعيد الجولان المحتل". ومن النتائج الملموسة الاخرى، ابلاغ الاسد بيلوسي الموافقة على لعب دور لانجاز"صفقة"لتبادل اسرى عرب مع الجنود الاسرائيليين الثلاثة. وقال السفير مصطفى امس ان النائب نيك رحال هو"المكلف"من الحزب الديموقراطي اجراء اتصالات تؤدي الى انجاز اتفاق. وقال مصطفى ان محادثات بيلوسي اكدت"تبلور رغبة قوية وجدية للانخراط السياسي والديبلوماسي على الاقل بين سورية والكونغرس، علما ان قيادة الكونغرس وعدت ان تعبر عن موقفها للادارة الاميركية من ان الطريق الى دمشق هو طريق السلام". واوضح ردا على سؤال:"اذا ظلت ادارة بوش متشبثة بمواقفها المتشددة، ستواصل الحكومة السورية الحوار مع قيادة الكونغرس بحثا عن قواسم مشتركة بما يخدم الاستراتيجية العليا للبلدين، علما ان دمشق تدرك ان الكونغرس ليس السلطة التنفيذية، وان الحوار الحقيقي يجب ان يتم بين السلطتين التنفيذيتين". وسئل عن المرحلة المقبلة من العلاقات بين دمشقوواشنطن، فأجاب مصطفى:"ان وزير الخارجية وليد المعلم قال انه تم الاتفاق على مواصلة الحوار، وكلفت الاستمرار بالاتصال والحوار مع قادة الكونغرس"، مشيرا الى ان الايام المقبلة ستشهد اجتماعات عدة مع اعضاء في الكونغرس. وتابع:"ما يثير الاستغراب ويدل على التخبط، ان ادارة بوش التي انتقدت زيارة بيلوسي، اظهرت بوادر انفتاح مع دمشق، مثل دعوتي الى وزارة الخارجية قبل فترة، وزيارة مساعدة وزير الخارجية ايلين سوربري لسورية، والاجواء الودية بين الوفدين السوري والاميركي في مؤتمر بغداد"الذي عقد في 10 الشهر الماضي بين دول جوار العراق وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية. في غضون ذلك ا ف ب، استقبل الرئيس السوري امس النائب الاميركي داريل عيسى وبحث معه في سبل"بدء علاقة صحيحة"بين سورية والولاياتالمتحدة. وقالت وكالة الانباء السورية سانا إن الاسد وعيسى"بحثا تطورات الاوضاع في المنطقة والآليات والوسائل التي يجب ان تتوافر لبدء علاقة مبنية على اسس صحيحة بين سورية والولاياتالمتحدة". ونقلت عن الرئيس السوري قوله ان"مواقف سورية الثابتة ورؤيتها الصحيحة اثبتت انه من الصعب عزلها لمحوريتها واساسيتها في كل الحلول للقضايا المطروحة". كما التقى وزير الخارجية وليد المعلم النائب الاميركي وأكد له"حرص سورية على الحوار مع الولاياتالمتحدة في القضايا المختلفة". واضافت الوكالة السورية ان الجانبين بحثا"العلاقات السورية - الاميركية والوضع في المنطقة"، كما جرى تأكيد"اهمية الزيارات التي يقوم بها اعضاء الكونغرس لدمشق باعتبارها تساعد على ايجاد تصور مشترك لايجاد حلول للمشاكل القائمة في المنطقة". من جهته، شدد عيسى على"اهمية مواصلة الحوار بين سورية والولاياتالمتحدة"، معتبراً ان"الزيارات الاخيرة لأعضاء الكونغرس لسورية تشكل بداية جديدة تدفع الى التفاؤل والعمل المشترك من اجل حل القضايا العالقة بين البلدين".