أعربت بلغراد عن ارتياحها لما وصفته بالدعم المحدود لاستقلال كوسوفو خلال عرض اقتراحات المشرف الدولي مارتي اهتيساري أمام مجلس الأمن، فيما أعلنت حشود المتظاهرين في بلغراد عن استعدادها للقتال دفاعاً عن وحدة أراضي جمهورية صربيا. وأفاد تلفزيون بلغراد أمس، ان رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا ألقى كلمة أمام أعضاء مجلس الأمن، أوضح فيها"أن صربيا رفضت اقتراحات اهتيساري في شأن مستقبل كوسوفو، لأنها غير عادلة في دعوتها الى تجزئة أراضي دولة صربيا من دون أسس قانونية". وقال:"لا يمكن ان يسمح أحد في بلادي، باجراء تغييرات في حدودها، وما دام قرار مجلس الأمن الرقم 1244 أقرّ بأن كوسوفو اقليم ضمن أراضي جمهورية صربيا، فإن اقتراحات اهتيساري لن تكون لها مقومات صحيحة ابداً، ولن تجد قبولاً لدى الصرب". وأعلن كوشتونيتسا ان صربيا"تدعم رأي روسيا بإرسال وفد الى الاقليم لتقصي الحقائق والتأكد من مدى استقراره وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة في شأنه". ودعا الى"اجراء محادثات جديدة بين الصرب والألبان في اطار قرار مجلس الأمن 1244 وبإشراف ممثلين يختارهم المجلس من غير طاقم المحادثات السابقة". ويذكر ان مجلس الأمن سمح لرئيس كوسوفو الألباني فايتيمير سيديو بحضور الجلسات من دون القاء الكلمات والمشاركة في المناقشات، وذلك لأن اقليم كوسوفو لا يزال بحسب القوانين الدولية جزءاً من صربيا. وأعرب كوشتونيتسا في لقاء خاص مع تلفزيون بلغراد، ارتياحه"للفتور الذي قابل به غالبية اعضاء مجلس الأمن اقتراحات اهتيساري، خصوصاً المواقف المتباينة تجاهها بالنسبة الى الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، ما جعلني على قناعة بأن المجلس لن يقبل هذه الاقتراحات". ونقل التلفزيون عن السفير الروسي لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين، ان اقتراحات اهتيساري"حظيت بدعم ثلاثة أو أربعة من اعضاء المجلس، أما الآخرون فابدوا تساؤلات أو شكوكاً في شأن جدواها لحل قضية كوسوفو". وأضاف ان روسيا"منزعجة من خطورة اجراء تغييرات في اراضي دولة صربيا ذات السيادة من دون رغبتها، وخلافاً للحقوق الدولية، ويشاركها في مخاوفها العديد من الدول الأفريقية والأميركية اللاتينية". وأكد تشوركين ان روسيا"لن تقبل اقتراحات اهتيساري كما هي حالها الآن، لأنها لا تحظى بموافقة الطرفين الصربي والألباني، ما يتطلب استئناف المحادثات بينهما، وصولاً لاجراء تغييرات في الاقتراحات". وفي غضون ذلك، تجمعت حشود المتظاهرين الصرب أمام مبنى البرلمان الصربي في بلغراد، وأعلنت دعمها للحكومة الصربية في تصديها لاستقلال كوسوفو.