بدأت المحادثات الإضافية في شأن الوضع النهائي لإقليم كوسوفو برعاية المشرف الدولي مارتي اهتيساري في العاصمة النمسوية فيينا امس، فيما بدت الآمال ضعيفة في إمكان تحقيق اتفاق بين الطرفين الصربي والألباني. وأفاد تلفزيون بلغراد امس، ان هذه المحادثات ستتواصل حتى الثاني من آذار مارس المقبل، ويليها اجتماع نهائي يعقد في العاشر منه. ويقدم اهتيساري تقريره بصيغته الأخيرة الى مجلس الأمن نهاية الشهر نفسه ليصدر قراره في شأن القضية. وأشار اهتيساري قبل استئناف المحادثات الى"فجوة كبيرة تفصل بين موقفي الطرفين في ما يتعلق بوضع كوسوفو، لذا ليس متوقعاً ان تحرز هذه المحادثات تقدماً، إلا انها على رغم ذلك، تعطي الجانبين فرصة إضافية لمناقشة خلافاتهم". وسلّم اهتيساري نص تقريره، الى 56 دولة الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية للاطلاع على مضمونه، قبل بدء المحادثات الإضافية. ويترأس الوفد الصربي الى المحادثات سلوبودان سامرجيتش مستشار رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا، فيما يترأس الوفد الألباني نائب رئيس حكومة كوسوفو لطفي حزيري. واشار سامرجيتش الى ان"موقف الوفد الصربي سيكون بنّاء خلال المحادثات، لكنه لن يقدم أي تنازلات في شأن بقاء كوسوفو اقليماً ضمن اراضي جمهورية صربيا". وأكد حزيري"حق الألبان في تقرير مصير اقليم كوسوفو، كونهم يشكلون 90 في المئة من سكانه، ولا يمكنهم التنازل عن هذا الهدف المصيري". ومعلوم ان خطة اهتيساري تقترح السيادة الكاملة للألبان على كوسوفو والانضمام الى المؤسسات الدولية، ولكن من دون تسمية الاستقلال، خلال فترة انتقالية تكون بإشراف الاتحاد الأوروبي. وتراهن بلغراد على حق النقض الفيتو الروسي، اعتماداً على تصريحات القادة الروس بأنهم سيرفضون خطة اهتيساري في مجلس الأمن، في حال عدم حصولها على موافقة الصرب والألبان. وفي حال تنفيذ الروس ذلك، فإن قرار مجلس الأمن الرقم 1244 الصادر في حزيران يونيو 1999 والذي يعتبر كوسوفو إقليماً ضمن صربيا، سيبقى نافذاً من ناحية القانون الدولي. وفي غضون ذلك، تبنّى"جيش تحرير كوسوفو"المحظور حالياً، في بيان نشر في العاصمة بريشتينا امس مسؤولية الهجوم بعبوة متفجرة استهدفت عربات تابعة للإدارة الدولية. وأشار البيان الى ان"العملية جاءت رداً على قتل اثنين من الألبان خلال التظاهرات التي شهدتها العاصمة بريشتينا، احتجاجاً على عدم منح اقتراحات اهتيساري الاستقلال الكامل الفوري لكوسوفو".