شكل المجلس السياسي للأمن الوطني في العراق لجنة سداسية رفيعة المستوى، لصوغ اتفاق أمني ينظم العلاقة والصلاحيات بين العراقيين والقوات المتعددة الجنسية في حين تستعد فرق عسكرية اميركية وعراقية لحملة امنية ضخمة تستهدف خمس محافظات تزنر العاصمة لتطهيرها من "الارهاب وتنظيم القاعدة"، في وقت انتقد الرئيس جورج بوش الحزب الديموقراطي وموقفه في مجلسي النواب والشيوخ قائلاً ان العسكريين وذويهم"هم الذين سيدفعون ثمن استمرار وقف تمويل الحرب في العراق". راجع ص 2 و3 وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في مؤتمر صحافي في بغداد، ان المجلس السياسي للأمن الوطني العراقي أقر تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وعضوية وزراء الخارجية والداخلية والدفاع ومستشار الامن القومي وممثل عن رئيس الوزراء، لصوغ اتفاق امني ينظم العلاقة والصلاحيات بين العراقيين والقوات المتعددة الجنسية. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي ناقش الوضع الامني في بغداد مع الرئيس بوش ليل الاثنين - الثلثاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في وقت اشارت مصادر قريبة الى المسؤول العراقي الى انه يسعى الى انتزاع المزيد من الصلاحيات الامنية من القوات المتعددة لضمان نجاح خطة بغداد التي تشهد تعثراً في مسيرتها. وأكد مسؤول العمليات في وزارة الدفاع العراقية اللواء عبدالعزيز محمد جاسم ان تنظيم"القاعدة"والجماعات المسلحة"نزحت الى مناطق قريبة من بغداد، خصوصاً الى محافظة ديالى، بعدما تحولت محافظة الانبار غرب العاصمة الى ملاذ غير آمن لها". وقال ل"الحياة"ان"خطة شبيهة بخطة أمن بغداد ستُطبق في ديالى لتطهيرها من الارهابيين". واوضح الناطق باسم وزارة الداخلية عبدالكريم خلف ل"الحياة"ان"خطة فرض القانون في مرحلتها الجديدة تستهدف المحافظات الخمس التي تحيط بالعاصمة لتدمير بؤر الارهاب التي اتخذت من بعض المناطق القريبة من بغداد ملاذاً لها بعد تطهير حاضنات الارهاب في الانبار". في المقابل قال ل"الحياة"احد شيوخ عشائر الدليم في ديالى، رافضاً ان يُكشف اسمه، ان"تنظيم القاعدة يسيطر على معظم احياء مدينة بعقوبة"وان"مسلحي القاعدة خطفوا الكثير من الرجال بعد اقامة نقاط تفتيش وهمية عند مداخل الأزقة". ولفت الى ان"المسلحين يداهمون المنازل ليلاً ويقتادون الرجال الى بعض البساتين في منطقة بهرز والحرير وهبهب حيث يدربونهم على أعمال العنف وزرع العبوات الناسفة"وتابع"أما الذي لا يرضخ لأوامرهم فيقتل". أمنياً، شهدت بغداد ومدن أخرى شمالها عمليات تصفية راح ضحيتها 30 عراقياً أحدهم صبي في الحادية عشرة من عمره يشتبه في أن مسلحين ينتمون الى تنظيم"القاعدة"قطعوا رأسه ورموا جثته في النهر. كما قُتل 15 عراقياً في عمليات تفجير واطلاق نار استهدفت غالبيتها عناصر الشرطة والجيش العراقيين، في وقت قضى أربعة جنود أميركيين في عمليات للمسلحين في مناطق متفرقة من العراق. وقضى أحد هؤلاء الجنود الأميركيين متأثراً بجروح أُصيب بها في تفجير انتحاري استهدف مجمعاً أمنياً في مدينة كركوك. وكانت خطة"فرض القانون"الأمنية في مدينة الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، بدأت امس مع اعلان اعتقال 53"ارهابياً"و30 مشتبهاً به فيها. وفي بلدة تلعفر المجاورة، اشتبكت قوات الأمن العراقية مع عناصر من تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"، وذلك في مواجهات أسفرت عن مقتل أربعة ارهابيين واعتقال 21 آخرين. وفي الجانب الاميركي أخذت المعركة بين البيت الأبيض والكونغرس حول الموازنة السنوية للحرب في العراق منحى تصعيدياً أمس بعد تحذير الرئيس بوش للأكثرية الديموقراطية من استكمال"رقصتها السياسية"على حساب تمويل الجنود في الحرب، وأكد التزامه باستراتيجيته ارسال المزيد من القوات الى العراق متجاهلاً تهديدات الكونغرس بقطع التمويل العام المقبل اذا لم تتم جدولة الانسحاب. وأكد بوش، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان بيتر بايس في البيت الأبيض، أنه متمسك باستخدام حق النقض في وجه أي تشريع يدعو الى الانسحاب من العراق. ووصف أي خطوة من هذا النوع ب"الخطأ الكبير"و"تبعث بإشارات سيئة الى دول المنطقة والعراقيين". وجاءت تصريحات بوش، في وقت أعلن البيت الأبيض أن ميغان أ. سليفان نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي، ستغادر منصبها قبل نهاية الشهر المقبل. وتعد سليفان من أقرب المستشارين لبوش حول العراق، وتجتمع مع الرئيس يوميا لتقدم اليه ملخص الوضع الأمني والسياسي في بغداد اضافة الى تقديم نصائح للرئيس الأميركي. وانتقد بوش زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لدمشق وحذر من الاشارات"المتضاربة"عن الزيارة، لجهة اعتقاد الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته"بأنهم جزء من المجتمع الدولي في حين أنهم دولة داعمة للارهاب... ولا توقف تسلل المقاتلين الأجانب الى العراق ولم تقم بشيء للضغط على حزب الله وحماس وتزعزع استقرار لبنان".