أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن عملية امنية تهدف الى «تطهير» المدن العراقية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش فيما دعا علماء السنة في البلاد الجمعة ضرورة الوقوف الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الارهابي بهدف وقف زحفهم المتواصل منذ خمسة ايام نحو بغداد حيث اعلنت السلطات عن خطة امنية جديدة تهدف الى حماية العاصمة من اي هجوم محتمل. في هذا الوقت، جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما قوله انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم المتطرفين الاسلاميين لكنه سيبحث خيارات مختلفة اخرى «في الايام القادمة» ويخوض الجيش العراقي منذ صباح الجمعة اشتباكات مع المسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين، في طريقهم الى مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى، وفقا لمصادر امنية وعسكرية. مما دعا الحكومة العراقية عن عملية امنية لحماية العاصمة بغداد من اجتياح المسلحين وتطهير المدن العراقية حيث اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة انطلاق عملية «تطهير» المدن التي يسيطر عليها مسلحون متطرفون منذ خمسة ايام، مؤكدا ان القوات العراقية لا تزال متماسكة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه. وقال المالكي بحسب ما جاء في البيان ان «قواتنا الباسلة استعادت المبادرة وبدات عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الارهابيين»، مشددا على «تماسك قواتنا المسلحة الباسلة». وراى المالكي ان «العراق يمر الان بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والارهاب». من جهة اخرى، أعلن علماء السنة في محافظة البصرة وعلى منابر المساجد في خطب الجمعة الى ضرورة الوقوف صفاً واحدا الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم (داعش)، وفيما بينوا أن مواجهة هذا التنظيم واجب شرعي واخلاقي، خاطب علماء السنة العراقيين بالقول أن «مواجهة (داعش)، واجب شرعي واخلاقي في الدفاع عن البلد»، مؤكدين أن «الدفاع عن الارض والعرض شهادة ولو تطلب الامر ان نخلع عمائمنا وزينا الديني ونتطوع لمقاتلة الارهاب فلن نتأخر وفي اول ردة فعل دولية اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء امس الجمعة انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم المتطرفين من جماعة داعش لكنه سيبحث خيارات مختلفة اخرى «في الايام القادمة». وقال اوباما من البيت الابيض «لن نرسل قوات اميركية مقاتلة الى العراق»، مذكرا ب»التضحيات غير العادية» التي قدمتها القوات الاميركية في هذا البلد. وقد غادر اخر جندي اميركي العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011 مع انتهاء الوجود العسكري الذي دام ثمانية اعوام. واضاف الرئيس الاميركي «لكنني طلبت من فريقي اعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الامن العراقية». وحذر اوباما من انه يجب عدم انتظار عمل اميركي «بين ليلة وضحاها» وان عملية القرار والتخطيط لتحرك ما، ايا كان، تتطلب «اياما عدة». وقال ايضا «نريد ان نتاكد من ان لدينا فهما جيدا للوضع. نريد التاكد من اننا جمعنا المعلومات اللازمة لكي تكون تحركاتنا، اذا قررت التدخل بطريقة او باخرى، محددة الاهداف ودقيقة وفعالة». واضاف اوباما «بدون جهود سياسية سيكون الفشل مصير اي عمل عسكري»، داعيا مرة اخرى الى حوار حقيقي بين المسؤولين المعتدلين السنة والشيعة. وقال «للاسف، المسؤولون العراقيون عاجزون عن تجاوز ريبتهم وخلافاتهم وهذا ما جعل الحكومة والقوات الامنية ضعيفة». وردا على سؤال حول مخاوف محتملة ازاء الانتاج النفطي، اشار اوباما الى انه لم يسجل حتى الان «اي اضطراب كبير». واضاف «اذا كان تنظيم مايسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام قادرا على السيطرة على مصاف كبيرة، فذلك قد يصبح مصدر قلق».