قالت مصادر سورية ل "الحياة" أمس إن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي وصلت إلى دمشق أمس، ستجري اليوم الاربعاء محادثات مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، في شأن الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية. والتقت بيلوسي أمس في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويتوقع ان يشارك في المحادثات مع بيلوسي في دمشق السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، قبل ان تتوجه بيلوسي الى الرياض. وكان مصطفى قال في تصريحات الى صحيفة"الثورة"الحكومية إن زيارة بيلوسي تأتي"في إطار الحوار الهادئ وتذكير بحقيقة أساسية هي أنه قد نختلف بالسياسات، لكن يجب أن نبقى منخرطين ديبلوماسياً في الحوار للتوصل الى بعض التفاهمات". واضاف انها"معروفة بثباتها في مواقفها وتصميمها على ما تعتقد أنه صحيح وقد لفتت الأنظار اليها وهي تخوض حرباً ضد الإدارة الأميركية، إذ أن الكونغرس أصدر للمرة الأولى قراراً يربط تمويل الحرب بجدولة الانسحاب، وهو تطور لافت في السياسة الأميركية وموقف الكونغرس من هذه السياسة". وكان مسؤول سوري رفيع المستوى قال ل"الحياة"إن المسؤولين السوريين سيبلغون رئيسة مجلس النواب الاميركي ان"سورية جزء من الحل، ولم تكن أبداً جزءاً من المشكلة". كما ان المعلم أبلغ السفراء الاوروبيين أول من أمس ان دمشق"مستعدة للحوار مع واشنطن على قدم المساواة وحول جميع القضايا ومن دون شروط مسبقة"، مشيراً إلى أن المسؤولين السوريين يجتمعون مع أعضاء الكونغرس الاميركي ب"اعتبارهم يمثلون الشعب الأميركي وبصرف النظر عن انتمائهم السياسي"سواء أكانوا ديموقراطيين أم جمهوريين. والتقت بيلوسي امس في رام الله أ ف ب الرئيس محمود عباس وبحثت معه في عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية قبل توجهها الى سورية في زيارة أثارت استياء البيت الابيض. واستمر لقاء عباس مع بيلوسي في المقاطعة، مقر السلطة الفلسطينية، أكثر من ساعتين. وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأن"بيلوسي والوفد المرافق لها أعربا عن آرائهما وقلقهما ونقاط الخلاف معنا، كما اعرب الرئيس عباس عن وجهات نظره". واضاف ان"المحادثات تناولت حكومة الوحدة الوطنية والنقطة التي سننطلق منها بعد تشكيلها والاصلاحات التي نعتزم القيام بها والسبل الكفيلة بالوصول الى الادارة الرشيدة وبإنهاء حال الفوضى". وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي تضم ممثلين عن حركتي"حماس"و"فتح"شكلت في 17 آذار مارس في الاراضي الفلسطينية بعد أزمة سياسية دامت عاماً. وقال عريقات معلقاً على زيارة بيلوسي الى سورية:"اننا نؤمن بأهمية عملية السلام بين سورية واسرائيل، وفلسطين واسرائيل، ولبنان واسرائيل. انه أمر أساسي". وأكد عباس لبيلوسي ضرورة قبول اسرائيل بخطة السلام العربية التي اعيد تحريكها خلال قمة الرياض بعد ان اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استعداده للمشاركة في مؤتمر اقليمي مع الدول العربية. وزيارة بيلوسي الى دمشق هي الأولى لمسؤول اميركي على هذا المستوى منذ سنوات. وأكد البيت الأبيض اعتراضه على زيارة الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الى سورية، معتبراً انها تبعث"رسالة سيئة"وتخدم سياسة الرئيس بشار الاسد.