قالت مصادر متطابقة ل "الحياة" أمس إن رئيس لجنة الصداقة السورية - الفرنسية السيناتور الديغولي فيليب ماريني سيزور دمشق مساء اليوم لاجراء محادثات مع مسؤولين سوريين لتطوير العلاقات الاقتصادية والمالية مع باريس والاطلاع على أوضاع اللاجئين العراقيين في سورية. وهذه أول زيارة من نوعها لمسؤول فرنسي منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وقالت المصادر إن السفير الفرنسي ميشل دوغلو زار باريس قبل أسابيع كي يبلغ الرئيس جاك شيراك ب"دعم الاعتراض"على زيارة المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا وبضرورة"الفصل بين البعد السياسي والعلاقات الاقتصادية والثقافية والمالية"بين سورية وفرنسا. وعلمت"الحياة"أمس أن الحكومة السورية قررت نقل سفيرها في لندن الدكتور سامي الخيمي إلى باريس لشغل منصب السفير الشاغر منذ أكثر من سنة، على أن يقدم أوراق اعتماده الى الرئيس الفرنسي الجديد الذي سيخلف شيراك في 6 أيار مايو المقبل. وقالت المصادر إن ماريني، الذي يرأس لجنة المال في مجلس الشيوخ، سيلتقي غداً نائب رئيس الوزراء عبدالله الدردري، مع احتمال عقد لقاء مع مسؤول سياسي رفيع المستوى. إلى ذلك، يجري الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم اليوم محادثات مع ثلاثة أعضاء جمهوريين في الكونغرس برئاسة السناتور فرانك وولف الذي كان وراء اصدار قانون بتأليف لجنة بيكر - هاملتون لتقديم اقتراحات في شأن العراق. وعلم أن الوفد الأميركي كان التقى شخصيات عدة بينها النائب السابق رياض سيف. ومن المقرر أن تصل رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي الثلثاء المقبل على رأس وفد يضم 27 شخصاً، بينهم ستة نواب ديموقراطيين. وعلمت"الحياة"أن الوفد سيلتقي الأسد والمعلم وشخصيات مستقلة سورية، علماً أن الحملة الانتخابية تجري حالياً لانتخاب برلمان جديد في 22 نيسان ابريل المقبل. وكانت بيلوسي دافعت عن الانخراط مع سورية، في مقابل معارضة مسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش خطوات كهذه في المرحلة الحالية. وانتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون مكورماك زيارة بيلوسي المزمعة لسورية، وقال ان دمشق تستغل مثل هذه الزيارات كدليل تقدمه لباقي دول العالم على ان سياساتها لا تشوبها اخطاء. ونقلت عنه وكالة"فرانس برس"قوله للصحافيين:"ليس هذا الوقت المناسب من وجهة نظرنا لقيام مثل هذه الشخصيات عالية المستوى بزيارة سورية". وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا برينو:"اعلم ان الاسد لديه رغبة كبيرة في ان يأتي الناس لرؤيته، ولالتقاط صور لهم وهم يتناولون الشاي معه ... لكننا نعتقد انها حقا فكرة سيئة". واضافت:"هذا البلد يساند الارهاب ويحاول زعزعة حكومة فؤاد السنيورة في لبنان ويترك مقاتلين اجانب يعبرون حدوده الى العراق"، مكررة الانتقادات التي توجهها واشنطن الى سورية. وقال مسؤولون ان وزارة الخارجية حاولت اقناع بيلوسي بالعدول عن مشروعها، لكنها فشلت في ذلك فطلبت منها ايصال"رسالة قوية"الى السوريين في خصوص لبنانوالعراق والفصائل الموالية للفلسطينيين وتعتبرها الادارة الاميركية"ارهابية". واضافت انها قدمت المعلومات الاساسية للوفد المرافق لبيلوسي وعلى استعداد لتقديم المساعدة على الارض في سورية. ونقل عن الوزير المعلم ان مسؤولي الوزارة ابلغوا الوفد الأميركي في مؤتمر بغداد الخاص بالعراق في 10 الشهر الماضي، ان دمشق"ترحب باجراء الحوار، شرط أن يكون في دمشق ويتناول جميع القضايا". إلى ذلك، يجري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الثلثاء المقبل محادثات مع الأسد بعد مشاركتهما في حضور مباراة لكرة القدم وتدشين ملعب جديد. ويتوقع أن تتناول المحادثات الأزمة اللبنانية، باعتبار ان رئيس كتلة"المستقبل"سعد الحريري أجرى أمس محادثات في أنقرة.