سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إضراب سائقي شاحنات النقل من باكستان يهدد الإمدادات إلى التحالف في أفغانستان . مئات الأفغان الغاضبين يتظاهرون شرق أفغانستان احتجاجاً على مقتل مدنيين في غارة جوية أميركية
خرج مئات الأفغان في تظاهرة غاضبة في جلال آباد عاصمة شرق البلاد أمس، وهتفوا "الموت لأميركا" و"الموت لكارزاي" الرئيس الأفغاني بعد سقوط قتلى مدنيين خلال غارة جوية أميركية استهدفت منازلهم، رداً على إطلاق النار في اتجاه قافلة للتحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في المنطقة. في الوقت ذاته، قطع سائقو شاحنات النقل الطريق المؤدية إلى باكستان، بآلياتهم أمس، في تظاهرة احتجاج على رفع الضرائب وتعرضهم لابتزاز. وهدد هذا التحرك بوقف الإمدادات إلى قوات التحالف في أفغانستان. واحتشد آلاف القبليين الأفغان من جلال آباد والبلدات الواقعة شرقها على الطريق المؤدية إلى معبر طورخم الحدودي مع باكستان إلى جلال آباد وشلوا حركة السير بإغلاقهم الطريق بالأشجار، مطالبين بمعاقبة القوات التي قصفت منازل المدنيين في المنطقة وخروج الجنود الأميركيين والأجانب من أفغانستان. وقال عبدالغفور الناطق باسم شرطة ولاية ننغرهار الشرقية إن الغارة الأميركية أسفرت عن سقوط ستة قتلى مدنيين من بينهم ثلاث نساء، في حين قالت القيادة الأميركية إن أربعة من القتلى مسلحون من"طالبان"، واعترفت بمقتل امرأتين في تبادل لإطلاق النار. وقالت القيادة الأميركية إن الغارة التي شنت في وقت مبكر أمس، كانت تستهدف خلية تنظم هجمات بسيارات مفخخة، وذلك بعد تعرض الجنود الأميركيين لإطلاق النار. وجاء الحادث بعد مقتل مئات من المدنيين هذه السنة غالبيتهم خلال عمليات للقوات الأجنبية. وقتل جنود من مشاة البحرية الأميركية الشهر الماضي، مدنيين في المنطقة ذاتها بعد تعرض قافلة أميركية لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة. في غضون ذلك شهد محيط بلدة جريشك عاصمة ولاية هلمند جنوبأفغانستان، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي"طالبان"والقوات البريطانية التي تشكل العمود الفقري للتحالف في المنطقة، كما شهدت منطقة جرم سير اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ستة أشخاص. وأدى تدمير عربة عسكرية أفغانية في منطقة شندند غرب أفغانستان إلى مقتل ستة من الجنود الحكوميين، بحسب مصادر الحكومة الأفغانية. وتأتي هذه الاشتباكات في الوقت الذي يلتقي الرئيسان الأفغاني حميد كارزاي والباكستاني برويز مشرف في العاصمة التركية أنقره بوساطة من الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار الذي يحاول رأب الصدع بين الحليفين في الحرب على الإرهاب. سائقو الشاحنات وأوقف سائقو الشاحنات حركة المرور عند معبر طورخام بالقرب من مدينة بيشاورالباكستانية منذ أول من أمس، فيما صعدت شركات الشاحنات الباكستانية والأفغانية من إجراءاتها رداً على رفع ضرائب الطرق في عام 2006 وحصول زعماء الحرب وقوات الأمن في أفغانستان على مبالغ مالية كبيرة من السائقين من طريق الابتزاز. وتحصل أفغانستان على معظم صادراتها من طريق ميناء كراتشيالباكستاني. وذكرت تقارير أن أكثر من 350 شاحنة تحمل بضائع تزن سبعة آلاف طن في المتوسط يومياً من بيشاور إلى كابول وشرق وشمال أفغانستان من طريق ممر خيبر. وقال صواب خان عضو رابطة الشاحنات لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن كل شاحنة تدفع ما يساوي 6500 دولار أميركي على هيئة ضرائب ورشاً كل سنة. وقال إن"هذا كثير للغاية بالنسبة لسائقينا الذين يعاني معظمهم من الفقر ويتعرضون لضغوط كبيرة لتسديد هذه الأموال". وقال شقير أفريدي السائق الأفغاني لصحيفة"دون"إن ممثلي سائقي الشاحنات قدموا طلباتهم للحكومة الأفغانية في كابول. وأضاف أنهم يجرون أيضاً محادثات مع الشركات لوقف إمدادات النفط للقوات الأجنبية في أفغانستان. واضطر العديد من الشاحنات إلى إنزال حمولتها بمستودعات السلع في باكستان بسبب الاحتجاجات التي عطلت الإمدادات المتوجهة إلى شرق أفغانستان وشمالها. وإلى جانب النفط تشحن العديد من السلع الأخرى المستخدمة في القواعد العسكرية الأجنبية من باكستان. وترسل الإمدادات إلى جنوبأفغانستان وغربها من طريق مدينة كويتا وعبر نقطة تشامان الحدودية في إقليم بالوشستان. وذكرت الشركات التي تعمل بهذه المنطقة أنها تواجه مشكلات أقل ولا تعتزم تنظيم أي إضراب. الرهينة الفرنسية في بلادها على صعيد آخر، وصلت الرهينة الفرنسية السابقة سيلين كورديلييه التي كانت تعمل في منظمة أرض الطفولة وخطفها ناشطو"طالبان"ثم أفرجوا عنها، إلى فرنسا حيث ستخضع لفحوص طبية وستستجوبها الاستخبارات، وفق مصدر قريب من الملف. ولا يزال رفيقها إريك دامفروفيل وثلاثة أفغان يعملون في المنظمة نفسها وخطفوا أيضاً في الثالث من نيسان أبريل الماضي في جنوب غربي أفغانستان، بين أيدي الخاطفين. وأحيط وصول سيلين بكتمان شديد. وقال مصدر قريب من الملف رفض كشف هويته إن الفتاة نقلت"إلى مكان هادئ حيث تستريح على أن تخضع لفحوص طبية". ولاحقاً، سيتولى عناصر من الاستخبارات الفرنسية استجوابها لمعرفة أكبر قدر من المعلومات عن عملية احتجازها. وأمهل الخاطفون السبت فرنسا أسبوعاً إضافياً للإفراج عن الرهائن، مع استمرار مطالبتهم بانسحاب حوالى ألف جندي فرنسي من أفغانستان.